من أبوظبي… الإمارات تطلق منظومة ذكاء اصطناعي عالمية لدعم المزارعين ومواجهة تغيّر المناخ
من أبوظبي، تقود دولة الإمارات تحوّلاً نوعياً في كيفية مواجهة تغيّر المناخ، عبر إطلاق منظومة ذكاء اصطناعي عالمية تجعل دعم المزارعين والأمن الغذائي في صلب الحلول التكنولوجية المستقبلية.
وفي هذا الإطار، شهدت أبوظبي في 8 كانون الأول/ديسمبر 2025 إطلاق منظومة أبوظبي للذكاء الاصطناعي في الزراعة (Abu Dhabi’s AI for Agriculture Ecosystem)، تحت رعاية معالي مريم بنت محمد المهيري، وبمشاركة مؤسسات بحثية وأكاديمية وتنموية دولية.
ويأتي إطلاق المنظومة في سياق توجّه إماراتي لتوظيف الذكاء الاصطناعي في دعم الأمن الغذائي العالمي، من خلال توفير أدوات تقنية متقدمة لملايين المزارعين المتأثرين بالتغيرات المناخية المتسارعة، بما يساعدهم على التكيّف مع الظواهر الجوية المتطرفة، وتحسين الإنتاج الزراعي، وتعزيز استدامة المجتمعات الزراعية.
وتُعد هذه المبادرة ثمرة شراكة دولية استراتيجية بين ديوان الرئاسة في دولة الإمارات ومؤسسة "غيتس"، تستند إلى صندوق تمويلي مشترك بقيمة 200 مليون دولار أميركي، أُعلن عنه خلال مؤتمر الأطراف للمناخ COP28 في دبي، ويهدف إلى تسريع الابتكار الزراعي وتوسيع نطاق الحلول التقنية في هذا القطاع على المستوى العالمي.
وفي إطار تغطية "النهار" للحدث من أبوظبي، أوضحت شذى العدروس من مكتب الشؤون الدولية في ديوان الرئاسة، في حديثها لموفدة "النهار"، أن الإعلان عن الشراكة الاستراتيجية مع مؤسسة "غيتس" خلال مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين جاء "بفضل القيادة"، بهدف دعم جهود التنمية الزراعية العالمية.
وأضافت العدروس أن هذه الشراكة أثمرت "مشاريع متنوعة، أهمها منظومة الذكاء الاصطناعي للقطاع الزراعي العالمي، بدءاً من مرحلة المفهوم، وصولاً إلى بناء المنتج، وتوسيع نطاقه ليصل مباشرة إلى المزارعين".
وترتكز منظومة أبوظبي للذكاء الاصطناعي في الزراعة على أربع ركائز، تشمل إنشاء معهد الزراعة والذكاء الاصطناعي في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي (MBZUAI)، إلى جانب CGIAR AI Hub الذي تستضيفه أبوظبي للاستفادة من عقود من البيانات والخبرات الزراعية العالمية، إضافة إلى إطلاق نموذج الذكاء الاصطناعي الزراعي المفتوح AgriLLM، وحزمة من الخدمات الاستشارية الرقمية ضمن مبادرة Aim for Scale.
وتهدف هذه الركائز إلى دمج البيانات الزراعية المتقدمة مع نماذج الذكاء الاصطناعي وخدمات الإرشاد الرقمي، بما يسهم في دعم صغار المزارعين وتعزيز قدرتهم على اتخاذ قرارات زراعية مبنية على البيانات، خاصة في البيئات الأكثر هشاشة مناخياً.
وفي هذا السياق، أشارت شوبا شيتي، المديرة العالمية للزراعة والأغذية في البنك الدولي، في حديثها لـ"النهار"، إلى أن الذكاء الاصطناعي يسهم في تعزيز قدرة المزارعين على تلقي النصائح، مؤكدة أهمية أن تكون هذه التقنيات أدوات يمكن للمزارعين الوثوق بها.
وقالت إن الدور الأساسي لهذه الحلول يتمثل في تقديم استشارات أكثر ملاءمة وفي التوقيت المناسب للمزارعين، معربة عن الأمل بأن يتمكنوا من الوصول إلى هذه المعلومات عبر هواتفهم واتخاذ قرارات صحيحة تساعدهم على التكيّف بسرعة أكبر وزيادة قدرتهم على الصمود، من خلال توفر معلومات أكثر دقة وسهولة في الوصول.
وتشمل المنظومة برامج تدريبية وخدمات استشارية رقمية موجّهة للحكومات والمنظمات غير الحكومية، مع تركيز على تحسين حياة وسبل عيش أكثر من 43 مليون مزارع صغير حول العالم، عبر نقل التكنولوجيا وبناء القدرات المحلية.
ويُنتظر أن يبدأ تنفيذ هذه المنظومة في مراحلها الأولى في عدد من الدول الأفريقية، على أن يجري التوسّع لاحقاً إلى مناطق في جنوب آسيا، ضمن رؤية أوسع تهدف إلى ترسيخ مكانة أبوظبي مركزاً عالمياً لتطوير حلول الذكاء الاصطناعي في الزراعة ونقلها إلى الدول الأكثر تأثراً بتغيّر المناخ.
نبض