الذّكاء الاصطناعي يحمي الرّياضيّين من الإساءة عبر الإنترنت.. كيف؟
سيحصل الرياضيون البريطانيون البارزون قريباً على سلاح جديد في مكافحة الإساءة عبر الإنترنت، بعدما وقعت اللجنة الأولمبية البريطانية صفقة بقيمة 300 ألف جنيه إسترليني (400.170 دولاراً أميركياً) لتوفير الحماية القائمة على الذكاء الاصطناعي عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ودخلت اللجنة الممولة من الحكومة وتدعم الألعاب الأولمبية للأصحاء ولذوي الاحتياجات الخاصة، في شراكة مع تطبيق "سوشيال بروتيكت" وهو تطبيق مصمم لاكتشاف المنشورات المسيئة وإخفائها في الوقت الفعلي.
وسيتمكن الآلاف من الرياضيين من الاشتراك مجاناً والحفاظ على حماية حساباتهم طوال تصفيات الألعاب حتى أولمبياد لوس أنجليس 2028.
وقالت كيت بيكر، مديرة الأداء الرياضي في اللجنة، إن "مستوى الإساءات التي يواجهها رياضيونا على الإنترنت غير مقبول، وعدم القيام بأي شيء حيال ذلك ليس خياراً".
وهذه الاتفاقية الأولى من نوعها في الرياضة البريطانية. ويعمل هذا التطبيق الذي تستخدمه بالفعل الاتحادات الرياضية في أستراليا، مثل برامج مكافحة الفيروسات الذي يمسح منصات مثل إنستغرام وفايسبوك وتيك توك ويوتيوب بحثاً عن أكثر من مليوني كلمة وعبارة مسيئة.
ويتم إخفاء أي رسائل تم الإبلاغ عنها تلقائياً من أقسام التعليقات أو الردود، ويمكن للرياضيين إضافة حوافزهم الخاصة التي تتسبب في ردود أفعال.
وقال شين بريتن، مؤسس التطبيق، "الهدف الحفاظ على قسم التعليقات خالياً من العنصرية والكراهية والخداع، من كل الأشياء الفظيعة التي يمكن أن تكون على وسائل التواصل الاجتماعي".
وهذا النظام ليس مضموناً. فهو لا يغطي تطبيق إكس، تويتر سابقاً، والذي وجد تحقيق أجرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) أنه مسؤول عن 82 بالمئة من الإساءات التي تستهدف مدربي كرة القدم ولاعبيها.
كما أنه لا يمكنه حظر الرسائل المباشرة المسيئة، والتي تظل مرئية ما لم يستخدم الرياضيون خدمات منفصلة وأكثر تكلفة تتطلب مشاركة تفاصيل تسجيل الدخول.
وعانى الرياضيون الإساءة عبر الإنترنت منذ ظهور وسائل التواصل الاجتماعي في منتصف العقد الأول من القرن 21.
ورحبت كيرستي جيلمور، لاعبة الريشة الطائرة التي شاركت في ثلاث دورات أولمبية وتلقت تهديدات بالقتل والاغتصاب، والتي أشركت مكتب التحقيقات الاتحادي في تحقيق ذات مرة، بهذه الخطوة.
وقالت اللاعبة الإسكتلندية (32 عاماً) لهيئة الإذاعة البريطانية: "أشعر بالتمكين، وكأنها قوة حقيقية حول زاويتي الصغيرة في الإنترنت. يرسلون أشياء مثل 'أعرف أين تعيشين' أو 'أعرف أين ستكونين'. وهذا أمر مخيف عندما تكون بعيداً عن المنزل".
وقالت جيلمور إن قدرة التطبيقات على إخفاء حتى الإهانات التي تبدو غير ضارة يمكن أن تساعد في حماية الصحة العقلية.
وأضافت "إذا تمكنا من القضاء عليها في مهدها حتى إذا كانت من شخص واحد، فإننا نأمل أن نمنعهم من إلحاق المزيد من الأذى بالآخرين".
نبض