أقامت منصة التواصل الاجتماعي "ريديت" دعوى قضائية الأربعاء على "أنثروبيك"، متهمةً الشركة الناشئة العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي باستخراج ملايين تعليقات المستخدمين بشكل غير قانوني لتدريب روبوت الدردشة "كلود" الخاص بها من دون إذن أو بدل مالي.

وتمثل الدعوى القضائية التي أقيمت في محكمة بولاية كاليفورنيا أحدث جبهة في المعركة المتصاعدة بين مزودي المحتوى وشركات الذكاء الاصطناعي حول استخدام البيانات لتدريب نماذج لغوية متطورة بشكل متزايد تُغذي ثورة الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وأسس شركة "أنثروبيك" التي تُقدر قيمتها بـ 61,5 مليار دولار والمدعومة من "أمازون"، عام 2021 مسؤولون تنفيذيون سابقون من شركة "أوبن إيه آي" مُبتكِرة "تشات جي بي تي".

وتُركز الشركة المعروفة بروبوت الدردشة "كلود" ونماذج الذكاء الاصطناعي، على سلامة الذكاء الاصطناعي والتطوير المسؤول.

وورد في الدعوى أن "هذه القضية تتعلق بوجهي شركة "أنثروبيك": الوجه العام الذي يحاول التقرب من وعي المستهلك بادعاءات الاستقامة واحترام الحدود والقانون، والوجه الخاص الذي يتجاهل أي قواعد تعيق محاولاتها لزيادة أرباحها".

وفقا للشكوى، دأبت شركة "أنثروبيك" على تدريب نماذجها على محتوى ريديت منذ كانون الأول/ديسمبر 2021 على الأقل، إذ شارك الرئيس التنفيذي للشركة داريو أمودي في تأليف أوراق بحثية حددت محتوى عالي الجودة لتدريب البيانات.

وتشير الدعوى القضائية إلى أنه رغم ادعاءات "أنثروبيك" العلنية بمنعها برامجها الروبوتية من الوصول إلى "ريديت"، استمرت أنظمتها الآلية في جمع بيانات خوادم "ريديت" أكثر من مئة ألف مرة في الأشهر اللاحقة.

وتسعى "ريديت" للحصول على تعويضات مالية وأمر قضائي لإجبار "أنثروبيك" على الامتثال لشروط اتفاقية المستخدم الخاصة بها. وطلبت الشركة محاكمة أمام هيئة محلفين.

وردا على هذه الدعوى، قالت "أنثروبيك" في رسالة بالبريد الإلكتروني لوكالة فرانس برس "نختلف مع ادعاءات ريديت وسندافع عن أنفسنا بقوة".

وأبرمت "ريديت" اتفاقات ترخيص مع مجموعات أخرى ناشطة في مجال الذكاء الاصطناعي، بينها "غوغل" و"أوبن إيه آي"، تسمح لتلك الشركات باستخدام محتوى "ريديت" بموجب شروط تحمي خصوصية المستخدم وتقدم تعويضات للمنصة.

وساهمت هذه الصفقات في رفع سعر سهم "ريديت" منذ طرحه للاكتتاب العام عام 2024.

وأغلقت أسهم "ريديت" على ارتفاع بأكثر من ستة في المئة الأربعاء عقب أنباء الدعوى القضائية.