في خطوة تؤكد تصاعد طموحاتها التكنولوجية، تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة إحراز تقدم ملحوظ نحو تأمين الوصول إلى الرقائق الأميركية المتطورة، رغم القيود الصارمة التي تفرضها واشنطن على تصدير هذا النوع من أشباه الموصلات.

كشف بينغ شياو، الرئيس التنفيذي لشركة "جي 42" (G42)، في تصريحات حديثة، أن الشركة أحرزت "تقدماً جيداً وملموساً للغاية" في مساعيها لتأمين الوصول إلى أشباه الموصلات الأميركية المتقدمة، التي تُعد عنصراً محورياً في بناء القدرات الوطنية في مجال الذكاء الاصطناعي.

استثمارات استراتيجية لتعزيز الشراكة مع واشنطن
هذا التقدم يأتي في أعقاب إعلان البيت الأبيض في آذارمارس الماضي عن نية الإمارات ضخ استثمارات ضخمة بقيمة 1.4 تريليون دولار في الاقتصاد الأميركي مدى السنوات العشر المقبلة. الإعلان جاء عقب اجتماع جمع الرئيس الأميركي دونالد ترمب بمستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، الذي يشرف على واحدة من أكبر الإمبراطوريات الاستثمارية في العالم، وتضم مجموعة G42.

وبحسب مصادر مطلعة، فإن الشيخ طحنون ركز خلال الاجتماع على سبل تسهيل حصول بلاده على أشباه الموصلات الأميركية، إلى جانب استعراض خطط الإمارات في تطوير بنية تحتية تكنولوجية على الأراضي الأميركية. ومن أبرز المشاريع التي طُرحت في هذا السياق، تمويل شركة MGX التابعة له لمشروع ضخم للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي بقيمة 100 مليار دولار، أعلن عنه ترمب مع بداية ولايته.

الرئيس ترامب والشيخ طحنون بن زايد

من الصين إلى أميركا: تحول في بوصلة التحالفات
في عام 2024، أعلنت G42 سحب استثماراتها من السوق الصينية، كجزء من إعادة التموضع الجيوسياسي للشركة. وقد تزامن ذلك مع عقد شراكة استراتيجية مع شركة "مايكروسوفت"، تضمنت التخلي التدريجي عن استخدام معدات شركة "هواوي"، في خطوة وصفت بأنها تتماشى مع التوجه الأميركي نحو السيطرة على قطاع الذكاء الاصطناعي العالمي.

وفي هذا السياق، قال عمر سلطان العلماء، وزير الدولة الإماراتي للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي، إن الشراكات الثنائية مع كبرى الشركات الأميركية تعزز موقع بلاده كشريك استراتيجي موثوق به. وأضاف: "وجود استثمارات مشتركة بين الطرفين، سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها، يضع الإمارات في موقع تفضيلي على خارطة التكنولوجيا العالمية".