2025: عام احتضان التكنولوجيا المناخية للذكاء الاصطناعي
مع بداية عام 2025، يبدو أن التكنولوجيا المناخية تقف عند مفترق طرق، حيث تواجه تحديات كبيرة لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة، مدفوعاً بالتطور السريع للذكاء الاصطناعي. من المتوقع أن تكون الأشهر الـ12 المقبلة حاسمة، حيث تسعى الصناعة لتحقيق توازن بين الابتكار وتلبية الاحتياجات المتزايدة للطاقة.
نهضة الطاقة النووية
شهدت الطاقة النووية تطوراً ملحوظاً خلال العام الماضي، مع تزايد الطلب على الكهرباء من مراكز البيانات التي يُتوقع أن تواجه نقصاً بحلول عام 2027. ظهرت تصميمات جديدة لمفاعلات صغيرة وأكثر كفاءة، يمكن تصنيعها بسرعة لتلبية الطلب. هذه التصاميم تهدف إلى تقليل الزمن اللازم لإنشاء المفاعلات مقارنةً بالمفاعلات التقليدية التي تتطلب عقداً أو أكثر للبناء.
ورغم أن هذه التكنولوجيا لم تُختبر بعد على نطاق واسع، فإن تسريع اللوائح التنظيمية قد يتيح تنفيذ المشاريع بسرعة أكبر، لتسهم بمئات الميغاواط لكل مشروع. لكن التحدي الأكبر يظل المنافسة مع مصادر الطاقة المتجددة، التي تتميز بانخفاض تكلفتها وسرعة تنفيذها.
مستقبل طاقة الاندماج
منذ الإعلان قبل أكثر من سنتين عن أول تفاعل اندماجي مستدام وذي طاقة إيجابية، تتزايد الجهود لتطوير مفاعلات اندماجية يمكن ربطها بالشبكة الكهربائية بحلول أوائل الثلاثينيات. ورغم التكاليف الباهظة والمخاطر العلمية، فإن طاقة الاندماج تعد بإعادة تشكيل قطاع الطاقة العالمي، الذي تبلغ قيمته تريليونات الدولارات. قد يكون عام 2025 محورياً لتحقيق اختراقات جديدة في هذا المجال.
تحديات الهيدروجين المستقبلية
يواجه الهيدروجين تحديات كبيرة نتيجة احتمالية تعديل الدعم الحكومي في الولايات المتحدة. يعتمد القطاع هناك على دعم حكومي قيمته 3 دولارات لكل كيلوغرام من الهيدروجين المنتج باستخدام الطاقة المتجددة لتحقيق هدف تقديمه بسعر 1 دولار لكل كيلوغرام بحلول نهاية العقد. في المقابل، يزداد الاهتمام بـ"الهيدروجين الجيولوجي" الذي يُنتج طبيعياً داخل الأرض، كحل بديل قد يُساعد الصناعة على تجاوز العقبات.
تطلعات الطاقة المتجددة
مع تنامي استهلاك الكهرباء بسبب الذكاء الاصطناعي، تتزايد الحاجة إلى بنية تحتية قوية للطاقة. عام 2025 قد يشهد استثمارات كبيرة في تقنيات الشبكات الكهربائية أو عقود مباشرة بين مزودي الطاقة ومراكز البيانات لتجنب القيود التقليدية للشبكات. لكن جمع التمويل قد يكون تحدياً رئيسياً للشركات الناشئة.
في النهاية، يحمل عام 2025 فرصاً وتحديات كبرى، ليصبح عاماً محورياً في إعادة تشكيل التكنولوجيا المناخية من خلال الطاقة النووية، الاندماج، والهيدروجين، مع تعزيز دور الذكاء الاصطناعي كعامل محوري في هذه التحولات.
نبض