مورغان روجرز منقذ أستون فيلا ووجه واعد في حلم المونديال
في أوقات الأزمات الحقيقية، عندما تضيق الخيارات، ويتحوّل كل تفصيل صغير إلى عامل مفصليّ بين النجاح والفشل، يظهر لاعب يتمتع بالحكمة والثقة والقدرة على تغيير مجريات الأمور.
مورغان روجرز كان الاسم الذي قاد تحوّل أستون فيلا بشكل ملحوظ خلال الأسابيع الأخيرة؛ لقد تقدّم في اللحظة المناسبة، وفرض نفسه كلاعب محوري، في وقت كان فيه الفريق بأشدّ الحاجة إلى شخصية تتّسم بالشجاعة والقدرة على تحمّل المسؤولية وحسم النتائج.
روجرز لم يكتفِ فقط بالأداء الجيّد، بل أحدث نقلة نوعية في أداء أستون فيلا، بفضل ذكائه في التحرّك، وحضوره البدني والفني، وتأثيره المباشر في مجريات المباريات.
في كلّ مواجهة، كان روجرز يضيف سطراً جديداً إلى قصته المميزة، مؤكّداً أنّ أداءه ليس مجرّد ومضة عابرة، بل هو تطوّر مستمرّ يجعله محطّ أنظار الجميع؛ وتلك التطوّرات تفتح أمامه الطريق نحو تحقيق طموحات تتجاوز حدود الأندية، وتصل إلى المنافسات العالمية، وبالأخص كأس العالم 2026.
الإحصائيات - في أغلب الأحيان - تعكس الواقع من دون مواربة؛ فالأداء المثير الذي يقدّمه روجرز، منذ بداية الموسم، أصبح ركيزة لتحوّل أستون فيلا. لقد لعب دوراً أساسياً في انتشال الفريق من مواقف صعبة، حيث قلب النتائج من هزائم وشيكة إلى انتصارات مهمّة.
على سبيل المثال، خلال مباراة مانشستر يونايتد، كانت النتيجة تشير إلى تعادل إيجابيّ، حتى تدخل روجرز وسجّل الهدف الثاني بلمسة حاسمة، فقاد بفضلها فريقه إلى الفوز بنتيجة 2-1، علماً بأنه كان صاحب الهدف الأول أيضاً. لكنّ الهدف الثاني كان استثنائياً، إذ جاء من وضع صعب للغاية لينتهي بحلّ عبقري أظهر مهارته الفنية الرفيعة.
أما أمام وست هام يونايتد، فقد أكّد مرّة أخرى على مكانته كلاعب حاسم؛ ففي لحظة كانت فيها النتيجة تشير إلى تقدّم الخصم 2-1، قدّم أداءً مثالياً، وتمكّن من تسجيل هدفين قلَبَا الطاولة لصالح فريقه بنتيجة 3-2، ليضمن لأستون فيلا ثلاث نقاط ثمينة.
حتى الآن، شارك روجرز في 17 مباراة في الدوري الإنكليزي الممتاز في هذا الموسم، وأحرز 7 أهداف، وصنع 3 أهداف حاسمة. وعلى مستوى الدوري الأوروبي، ساهم بتمريرتين حاسمتين إضافيتين خلال 6 مباريات خاضها.
ما يبرز أهمية روجرز، أكثر من مجرّد الأرقام، هو تأثيره العميق في تطوّر فريقه؛ فقد ساعد أستون فيلا على الانتقال من المركز التاسع عشر في بداية الموسم إلى احتلال المركز الثالث حالياً. ومع سلسلة انتصارات متواصلة، بلغت عشر مباريات، أصبح الفريق اليوم ينافس بقوة على الصدارة، بفارق ثلاث نقاط فقط عن المتصدر أرسنال.

لكن تألق مورغان روجرز لم يعد يقتصر على الساحة المحلية فقط، فأداؤه المتطوّر أدخله في دائرة النقاش حول مستقبله مع المنتخب الإنكليزي؛ ومع مقارنة أدائه بلاعبين كبار مثل جود بيلينغهام في خط الوسط، أصبح روجرز مرشّحاً بارزاً للمنافسة على المراكز الأساسية في تشكيلة المنتخب.
مدرب المنتخب الإنكليزي توماس توخيل ألمح إلى هذه المنافسة المحتدمة بين روجرز وبيلينغهام على مركز خط الوسط المحوري، مشيراً إلى أنّ تطوّر الأول سيجعل الصراع أكثر إثارة.
مع استمرار تألق روجرز، يصبح تحقيق حلم تمثيل منتخب إنكلترا أقرب من أيّ وقت مضى. وإذا واصل السير على هذا النحو التصاعدي، فلن يكون وجوده في قائمة كأس العالم 2026 مجرّد احتمال، بل واقعاً أكيداً.
نبض