كنوز الأهلي المخبّأة... من يُعطّل بريق الناشئين؟
في وقت يُعاني فيه الأهلي المصري من تذبذب واضح في المستوى ونقص في بعض الخطوط، خصوصاً الهجوم، تبرز مفارقة لافتة: أسماء شابة تخطف أنظار أندية أوروبية كبرى بينما لا تجد مكاناً في مشروع الفريق الأول.
ورغم أن النادي يُنتج مواهب تُعد بالفعل "كنوزاً" حقيقية، تبدو الإدارة عاجزة عن دمج هؤلاء اللاعبين داخل الفريق، ما يثير تساؤلات حول رؤية الأهلي لمستقبل قطاع الناشئين؟
وكشفت الأيام الماضية بوضوح حجم الخلل: حمزة عبد الكريم، أحد أبرز نجوم منتخب مصر تحت 17 عاماً، جذب اهتمام نادي برشلونة الذي أرسل عرضاً رسمياً لضمّه، في وقت لم يحصل فيه اللاعب على أيّ فرصة حقيقية داخل ناديه.
ويتكرّر المشهد مع زميله بلال عطيّة الذي تلقى عرضاً للمعايشة في نادي هانوفر الألماني، تمهيداً لضمّه، بعدما خاض تجربة سابقة مع شتوتغارت.
أوروبا ترى ما لا يراه الأهلي
هذه التحركات ليست جديدة، لكنها تعكس واقعاً بات يتكرر: أوروبا ترى ما لا يراه الأهلي.

هذه الوقائع تطرح سؤالاً منطقياً: لماذا لا يستفيد نادٍ بحجم الأهلي من ناشئيه؟
هذا السؤال أصبح أكبر من كونه مجرد نقاش عابر بين الجماهير أو مادة للجدل على مواقع التواصل، إنه سؤال يمس هوية النادي، ويمتد إلى عمق المشروع الرياضي، ويعيد فتح ملف ظل يُغلق أكثر مما يُفتح.
أكبر قطاعات الناشئين في مصر
على مدار سنوات، أنجب قطاع التتش عبر تاريخه أجيالاً ذهبية صنعت أمجاد النادي، ومع ذلك، فإن مفارقة اليوم أن الأهلي يمتلك واحداً من أكبر قطاعات الناشئين في مصر، لكنه في الوقت نفسه الأقل استفادة من إنتاجه مقارنةً بالأندية الأخرى التي تعتمد على مواهبها كمصدر قوة أساسي.
المشكلة هنا ليست في غياب الجودة أو المواهب، فالأسماء التي ظهرت خلال السنوات الأخيرة وحدها كافية لتغيير شكل الفريق لو حصلت على الفرصة، لكن الأزمة الحقيقية تنقسم إلى عدة محاور: أولها غياب خريطة واضحة لتدرّج اللاعبين.
أما المحور الثاني، فيكمن في "ثقافة المدربين"، وصولاً إلى عدم الاهتمام الكافي بالمواهب.
الحل لا يتطلب ثورة صاخبة، بل ثورة صامتة، ورؤية جديدة طويلة الأمد تمنح الناشئ حقه، وتوفر مساراً تدريجياً واضحاً، وتُلزم المدرب بإعطاء الفرصة عندما يستحقها اللاعب، وتُعيد للعقلية الحمراء فكرة "الصناعة" بدلاً من "الشراء".
نبض