فيتينيا عقل لا يهدأ في قلب الملعب
منذ بزوغ نجمه، كان من الواضح أن فيتينيا ليس مجرد لاعب عادي، فهو يتمتع برؤية ثاقبة وتصرف سريع، حيث يستطيع التقاط أدق التفاصيل بلحظة ساحرة، ليعيد من خلالها صياغة المشهد لصالح فريقه.
ما يجعله أكثر إبهاراً هو قدرته الفائقة على اتخاذ القرارات الذكية، من دون أن يتأثر بالإيقاع السريع أو الضغط. وهي سمات نادرة في عصر باتت كرة القدم فيه تركّز بشكل كبير على العوامل البدنية.
يثبت اللاعب البرتغالي أن بإمكان العقل والفهم التكتيكي أن يصنعا الفارق، ويعيدا تشكيل فريق كامل. فشخصيته الاستثنائية ومرونته الكبيرة، إلى جانب نضجه الكروي، تمكّنناه من اللعب بكل أريحية في الأدوار الدفاعية والهجومية معاً. وعلى أرض الملعب يظهر كأنه المحرك الذي يعتمد عليه الفريق، إذ تجمع قراراته بين الابتكار والواقعية.
فيتينيا يمثل الحلم المثالي لأي مدرب يبحث عن المهارة والجودة، وليس غريباً اعتباره أحد أكثر اللاعبين طلباً في عالم كرة القدم. قدرته النادرة على قراءة الملعب وفهم تفاصيله تكتيكياً، إلى جانب ذكائه وسرعته في اتخاذ القرارات، تجعل منه لاعباً شاملاً؛ وببراعة يدمج بين السرعة والدقة، ويضيف لمساته السحرية كصانع ألعاب لا يُستهان به وهدّاف قوي عند الحاجة.
خطف فيتينيا الأنظار في إحدى أبرز لحظاته الكبيرة عندما أبدع في مباراة دوري الأبطال بين باريس سان جيرمان وتوتنهام، وتمكن البرتغالي من قلب مجريات اللقاء لصالح فريقه مسجلاً ثلاثية تاريخية حسمت النتيجة لصالح باريس بنتيجة 5-3. لقد كانت تلك المباراة إثباتاً عملياً للقدرة الفردية الاستثنائية لهذا اللاعب الذي يمكنه قيادة الفريق وتحقيق الفارق.

الأرقام التي يقدمها في هذا الموسم تعكس استمرار تألّقه، حيث شارك في 13 مباراة ضمن الدوري الفرنسي، فسجّل خلالها هدفاً، وصنع ست تمريرات حاسمة. أما في دوري الأبطال، فكان أكثر توهّجاً بتسجيل أربعة أهداف وصناعة هدف إضافي خلال خمس مباريات فقط. وبالنظر إلى أدائه مع فريقه ومنتخب بلاده، فقد خاض هذا الموسم 26 مباراة، فسجّل فيها ستة أهداف، وصنع عشر تمريرات حاسمة.
في عالم الإنفاق الهائل على الصفقات الكروية، يُعتبر سعر انتقاله 41.5 مليون يورو عملية نادرة لباريس سان جيرمان، الذي استفاد منه بشكل كبير مقارنة بما قدّمه اللاعب من مستوى فني مميز لا يقارن بقيمته الحالية.
نبض