رمضان صبحي... من نجم مبكر إلى طريق بلا ملامح
بدأ رمضان صبحي مسيرته كأحد أبرز المشاريع الكروية الواعدة، موهبة استثنائية سبقت سنه، وشخصية رياضية أثارت توقعات الجماهير بأن يصبح قائد الجيل الجديد لكرة القدم المصرية.
بدايته مبشرة ومفعمة بالطموح، حيث تقدّم بخطى ثابتة وصاعدة في مسيرته، وبدت أمامه طريق ممهّدة نحو قمة يصعب على الآخرين الاقتراب منها، لكنه شيئاً فشيئاً، بدأ هذا البريق يخبو، وتحولت أحلامه الواضحة إلى مسارات ضبابية غامضة مليئة بالتحديات.
تم اكتشاف موهبته من شوارع القاهرة عام 2005، لينضم سريعاً إلى صفوف النادي الأهلي بفرع مدينة نصر، وهناك، شق طريقه في فرق الناشئين، مظهراً مهارات استثنائية جعلته يلعب مع من هم أكبر منه سناً بثلاث سنوات.
تألق مع فريق الناشئين ليشارك في دورة ودية بدبي، وقدم أداء مميزاً ضد بوتافوغو البرازيلي، بتسجيله وصناعته أهدافاً حاسمة، ما أثار إعجاب النقاد والجماهير على حد سواء.
عاد بعدها إلى الفريق الأول، وشارك في تتويج الأهلي بلقب الدوري المصري لموسم 2013-2014، وفي الموسم التالي، أصبح ركيزة أساسية بالنادي الأهلي، وسريعاً انضم إلى المنتخب الوطني كأحد أصغر اللاعبين في تاريخه بعد أحمد حسام "ميدو".
تألقه تجاوز الحدود المحلية ولفت أنظار الأندية الأوروبية الكبرى، ما دفعه للاحتراف في الدوري الإنكليزي من بوابة ستوك سيتي ثم هدرسفيلد، لكن مسيرته هناك لم تسر كما كان متوقعاً، إذ تعرقل بأداء متواضع وفرص محدودة للظهور.

عاد رمضان إلى الأهلي مجدداً عام 2019، وساهم بشكل كبير في التتويج بلقب أمم إفريقيا تحت 23 عاماً مع المنتخب الأولمبي، وخلال البطولة، أبدع بتسجيل وصناعة أهداف حاسمة، أبرزها هدف الفوز في المباراة النهائية وهدفان آخران في مراحل البطولة المختلفة، بالإضافة لتمريرتين حاسمتين ضمنت صعود المنتخب لأولمبياد طوكيو 2020.
لكن بعد تلك المحطة المشرقة التي أعادت الأمل في مسيرته، اتخذ قراراً مثيراً للجدل بالانتقال إلى نادي بيراميدز صيف 2020. هذا القرار أثار عاصفة من الغضب بين جماهير النادي الأهلي الذين رأوا في هذا التحول خيانة لطموحات النادي واللاعب معاً، وحتى رئيس النادي محمود الخطيب أبدى بعد نظره حين قال: "أنا مش زعلان منهم، أنا زعلان عليهم"، إذ أظهرت الأحداث لاحقاً أن القرار لم يكن مجرد انتقال، بل بداية مسار جديد تماماً لمسيرة رمضان صبحي، أخذته في منحنى مختلف عن التوقعات التي كانت تحيط به في الأهلي.
ومن هنا بدأت الأزمات تحاصر مسيرته، فتعرّض لإيقاف قصير الأمد بسبب قضية منشطات الموسم الماضي، إلى جانب اهتزاز مستواه نتيجة الإصابات المتكررة ومحاولاته المستمرة لإثبات الذات مع بيراميدز دون جدوى ملموسة تذكر.
لاحقاً واجه رمضان أزمة جديدة عندما اتُّهم بالتورط في قضية تزوير مرتبطة بأداء امتحانات تعليمية، وانتهى الأمر بحبسه لفترة مؤقتة لحين صدور الحكم النهائي، لكن الكارثة الأكبر جاءت عندما أعلن "فيفا" إيقافه أربع سنوات بسبب ثبوت تناوله مواد ممنوعة والتلاعب في تحليل عينة الفحص الطبي.
ما كان يُنتظر أن يكون مسيرة نجم عالمي تحوّل إلى سلسلة من الأحداث المحبطة والقرارات غير المدروسة، وسوء الحظ الذي لازم هذا اللاعب الاستثنائي، وظل اسم رمضان صبحي يتردد كذكرى لموهبة لامعة أبهرت الجميع ذات يوم في شوارع القاهرة وملاعب الأهلي، لكنها توقفت عند المنعطفات، بدلاً من مواصلة طريقها نحو القمة التي تخيّل الجميع أنها كانت بانتظاره دوماً، وذكرى تحمل ملامح قصة نجم كان يمكن أن يعيد كتابة التاريخ بجانب محمد صلاح على الساحة العالمية.
نبض