جاد كعكوش

بعد أي خسارة ثقيلة، عادة ما نرى نوعين من التصريحات بعد المباراة؛ إما يتوجه المدرب للصحافة بأعذار تبرّر وجهة نظره، مع شرح لأحداث اللقاء أو للأجواء الاستثنائية والأخطاء التحكيمية، أو يعبّر المدرب عن سعادته بفريقه وبالأداء الذي قدمه مع الوعود بتحقيق الانتصار في المواجهات المقبلة.

سار مدرب برشلونة الإسباني هانسي فليك بعد خسارته الكبيرة أمام تشيلسي مع التيار الثاني بتصريحات تبث شيئاً من الإيجابية "المفرطة" وكسب ثقة لاعبيه ومشجعي النادي الكاتالوني. قد يصفها البعض بـ"الجنون" أو "الانفصال التام عن الواقع"، خصوصاً إذا سُلط الضوء على المشكلات الواضحة في النادي، إن كانت في خطة الدفاع المتقدم أو تحويل الفرص إلى أهداف، في ظل تقدم البولندي روبرت ليفاندوفسكي في العمر والغياب الواضح للمسة لامين يامال ورافينيا الساحرة، والتي اعتاد عليها جمهور برشلونة الموسم الماضي.

المدرب هانسي فليك. (أ ف ب)

حلول الدفاع المتقدم ومشكلاته
مع الإيجابية المفرطة، هناك شيء من الواقع، فمع عودة الحارس خوان غارسيا إلى حراسة المرمى، ظهر تحضير المدرب لمشكلة المواجهات المباشرة مع الحارس، إذ يعتبر الحارس الإسباني من بين الأمهر في الدوري من ناحية التصديات التي تبلغ نسبتها 80%، بالإضافة إلى تعوده على الخروج المتكرّر للقاء أي منفرد أمام المرمى، ما يحل المشكلة، ولكن قد يُعتبر الخروج من المرمى سلاحاً ذا حدين، إذا أخطأ، وهذا ما حصل أمام ريال أوفييدو في المرحلة السادسة من الدوري. 

ولكن عندما يحل برشلونة مشكلة، تظهر لديه مشكلة أكبر لتحل مكانها؛ أزمة بعنوان: "رونالد أراوخو"، إذ يعتبر الأوروغوياني من أسوأ اللاعبين في تنفيذ خطة الدفاع المتقدم، بالإضافة إلى أخطائه المتكرّرة والتي تكلف الفريق إما أهدافاً مفصلية، كهدف اتشيربي في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، أو خسارة لاعب بسبب الطرد كما حصل في مباراتي تشيلسي هذا الموسم وباريس سان جيرمان من موسمين.

الهجوم الكثيف بلا مردود
بعكس الموسم الماضي الذي سجل فيه النادي الكاتالوني 102 هدف في الدوري، ما زال النادي يبحث عن الاستقرار في الناحية الهجومية، خصوصاً مع تكرار إصابات الثلاثي الهجومي رافينيا، وليفاندوفسكي، ولامين يامال، إذ لم يشاركوا مع بعضهم البعض هذا الموسم أساساً في أي مباراة.

ومع حالة اللا استقرار، تأتي مشكلات إنهاء الفرص، فقد صنع نادي برشلونة هذا الموسم 50 فرصة كبيرة، أهدر 28 منها.

لكن مع بداية عودة الإصابات، سيبدأ النادي بالتحسن تدريجياً، والواضح أنّ فليك لمس هذا في التمارين، لذلك ترى الإيجابية في تصريحاته الأخيرة.