إبراهيم مازا... موهبة جزائرية تصنع نجوميتها في "بوندسليغا"
"ابراهيم مازا لاعب موهوب جداً، للأسف اتخذ قراره مبكراً بتمثيل الجزائر، كان خياراً يتعلق بالانتماء الوطني والفخر، وليس مجرد قرار رياضي" بهده الكلمات أسف مدرب منتخب ألمانيا يوليان ناغلسمان، لعدم اختيار النشاب الجزائري تمثيل بلده الأم على المستوى الدولي. أسف يعكس أهمية هذا اللاعب وموهبته على المستوى الدولي، حيث كان يطمح ناغلسمان لأن يضمه إلى تشكيلة "دي مانشافت"، إذ يرى فيه أنه "ولد ليكون مستقبل فريقه ومنتخبه".
نجح مازا (19 سنة) في لفت الأنظار سريعاً، سواء في الدوري الألماني أو دوري أبطال أوروبا. نشأ في برلين، يمتلك جذوراً جزائرية وفيتنامية، ما منح اختياره الدولي أبعاداً عاطفية وثقافية خاصة. فقد لعب والده، سفيان مازا، دوراً بارزاً في ترسيخ انتماء ابنه للجزائر، حيث كان يقضي الإجازات الصيفية ليحافظ على العادات العائلية وتقاليدها، وكان هذا الجانب العاطفي هو العامل الأساسي وراء قرار اللاعب تمثيل منتخب "محاربي الصحراء".
ويقول مازا إنه كان في التاسعة عندما شاهد مباراة الجزائر مع ألمانيا في مونديال 2014، ولاحظ الروح الكبيرة لمنتخب "الخضر" رغم الخسارة، وهو ما ترك لديه انطباعاً عميقاً وألهمه الدفاع عن ألوان الجزائر.
ومن الناحية الفنية، مركز صانع الألعاب الذي يجيده مازا يشهد منافسة شديدة في المنتخب الألماني، مع وجود لاعبين مميزين مثل فلوريان فيرتز وجمال موسيالا، بالتالي فإن الفرصة أكبر لتثبيت مكانه كلاعب مؤثر.

تألقه مع فريق البدايات هيرتا برلين فتح له الأبواب نحو باير ليفركوزن، بعقد طويل حتى 2030، ليصبح خليفة فيرتز المنتقل إلى ليفربول.
واجه مازا تحديات كبيرة في إثبات نفسه كلاعب أساسي في "باي أرينا"، خصوصاً مع تغييرات الجهاز الفني. لكنه فرض نفسه بقوة لاحقاً من خلال موهبته، إذ قدم عروضاً مميزة في "بوندسليغا" ودوري أبطال أوروبا، وخصوصاً في مواجهة بايرن ميونيخ حيث دخل كبديل وترك انطباعاً قوياً، وكتبت حينها صحيفة "بيلد": "حارب الفريق البافاري، وكان الرابح الفردي رغم الخسارة الثقيلة".
وصف مدرب باير ليفركوزن كاسبر هيولماند، اللاعب الجزائري بأنه يمتلك كل المؤهلات لمشوار احترافي كبير، مشيراً إلى تعدد مراكزه، من صانع ألعاب هجومي إلى وسط ارتكاز، وقدرته على صناعة اللعب وخلق الفرص.
يجمع إبراهيم مازا بين الموهبة الفنية، الذكاء التكتيكي، والانضباط الشخصي، ليصبح أكثر أبرز اللاعب الصاعدين في أوروبا وتلاحقه أعين كشافي الأندية الكبرى، ورغم أنه لم يُشارك كثيراً مع "الخضر" يبقى اسمه مرشحاً للظهور دولياً قريباً، مع مسار واعد يضعه بين أبرز لاعبي جيله.
نبض