تشهد لعبة كرة القدم للصالات "فوتسال" تطورات جديدة تهدف إلى إعادتها إلى سابق عصرها، بعدما عرفت ازدهاراً واسعاً منذ انطلاقتها في بلاد الأرز، وكانت قاب قوسين أو أدنى من بلوغ نهائيات كأس العالم قبل سنوات قليلة.

ومع أن هذا القطاع من كرة القدم يعاني من الصعوبات نفسها التي تعانيها المستديرة الأم، فإن لبنان كان في طليعة الدول المتقدمة في القارة الآسيوية، وسجّلت المنتخبات نتائج لافتة، بفضل مواهب اللاعبين والانتشار الواسع في الجامعات والمصارف والشركات، فضلاً عن الاهتمام بها من أندية كرة القدم في حقبتها الأولى.

لكن السنوات الأخيرة شهدت تراجعاً هائلاً نتيجة الضائقة المالية لدى كثير من الأندية، ما أدى إلى إقفال بعض الفرق، ففضل أهم اللاعبين النجوم التوجه إلى ملاعب العشب الكبيرة.

حالياً، ثمة بصيص أمل قد يؤدي إلى تفعيلها مع الولاية الجديدة لاتحاد كرة القدم الذي اختار أحد الوجوه الحديثة من أعضائه، رشيد الخازن، رئيساً للجنة التي تتولى إدارتها.

هذا الاختيار تزامن مع تأهل المنتخب إلى كأس آسيا بعد غياب عن النسخة السابقة. لكنه هذه المرة بقيادة جهاز فني محلي بالكامل، بقيادة المدرب ربيع أبو شعيا، أحد الرموز الذين ساهموا في تأسيس اللعبة في لبنان لاعباً ومدرباً.

منتخب كرة الصالات هذه المرة بقيادة جهاز فني محلي بالكامل. (وكالات)

وقد أعلن الاتحاد في جلسته الأخيرة حلّ الجهازين الإداري والفني للمنتخب، وتعيين المدرب الأسباني ريكاردو انيغيز كالابويك، الذي سبقت له تجربة عربية في ليبيا.

وعلمت "النهار" من مصدر موثوق ضمن اللجنة المصغرة، التي تنجز الخطة المستقبلية للعبة، أن قرار التعاقد مع مدرب جديد متخذ قبل خوض المنتخب للتصفيات، وبتنسيق بين الخازن وسلفه سمعان الدويهي، الذي يساعد في رسم معالم المشروع القائم.

وفي إطار الانفتاح استقبل الخازن، قبل أيام، مجموعة من لاعبي المنتخب للاستماع إلى آرائهم وعرض مشكلاتهم في محاولة لمعالجتها قبل انطلاق التحضيرات لكأس آسيا المقررة في إندونيسيا أوائل العام المقبل.

وتدور همسات في أروقة اللعبة عن تغييرات كثيرة، ستطال الجهاز الفني الجديد، مع بقاء المدير الحالي للمنتخب حسين ديب الذي يتولى تنسيق كل الأمور، فضلاً عن الاستعانة بمساعد مدرب إسباني أيضاً لتدريب حراس المرمى؛ وهي المهمة التي كان يتولاها الحارس الدولي السابق حسين همداني، فيما سببقى قائد المنتخب السابق قاسم قوصان مدرباً مساعداً.

وكان ديب، الذي يتولى أيضاً منصب مدير البطولات والمدير الفني للجنة، قد كشف في مقابلة قبل أيام عن أن حضور مدرب أجنبي جاء بناء على رغبة أبو شعيا نفسه، وأن دوراً ملحوظاً لمدربين من رموز اللعبة السابقين، أمثال علي الحمصي وجوني كوتاني ومحمد إسكندراني.