حفلات الشامي وماريلين نعمان و"أدونيس"… المخرج إيلي سلامة لـ"النهار": الموسيقى إلى تجربة بصرية
في عالم العروض الموسيقية، لا يتوقف السحر عند حدود الصوت، بل يمتدّ ليصنع تجربة متكاملة تنقل الجمهور إلى عوالم أخرى عبر البصريات والتأثيرات المصمّمة بعناية خلف الكواليس. هناك، يعمل المخرجون على ابتكار مشهديات تعكس هوية الفنان، وتحوّل موسيقاه إلى عرض حيّ نابض.
في حديث خاص لـ "النهار"، يوضح المخرج إيلي سلامة أهمية العمل خلف الكواليس في بناء عرض بصريّ متكامل، قائلاً: "الجمهور عادةً يشاهد العرض مكتملاً، وقليلاً ما يعرف أو يفكّر في أن هناك فريق عمل كبيراً وراء كل ما شاهده أو شعر به. فالعمل وراء الكواليس يمتدّ لأسابيع، وأحياناً لأشهر طويلة قبل العرض، لكي نتمكّن مع الفريق من تقديم الأفضل وتوصيل الفكرة الأساسية من وراء هذا الحفل".

وتابع: "أجلس أولاً لأفكر وأرسم إسقاطاً لكل ما هو فني أرغب في إيصاله وتنفيذه وفق توجّه الفنان، ثم أعود وأجتمع مع الفنان والفريق الإداري والتقني أيضاً، لنرى كيف يمكن لنا أن نترجم الفكرة ضمن الظروف التقنية واللوجستية المفروضة علينا".
وأكد سلامة أن "لكل فنان هوية فنية مختلفة، وهذه هي الميزة الأهم، خصوصاً مع الفنانين الذين أعمل معهم، وإلّا لكان كل ما يُقدّم مكرراً ويشبه بعضه".
حفل "أدونيس" في "أعياد بيروت 2025"... وألبوم "وديان"
وعن عمله الأخير مع فرقة "أدونيس" على ألبومهم السابع "وديان"، أشار سلامة إلى أنه اهتم بالهوية البصرية للعمل: "حاولنا ترجمة العالم الذي خلقناه بشكل ثلاثي الأبعاد، فجميع التفاصيل التي صممناها سعينا إلى تحويلها إلى مشهد حيّ على المسرح في مهرجانات أعياد بيروت في تموز 2025".

وأضاف: "ابتكرنا رؤية يظهر فيها أعضاء فرقة "أدونيس" كأنهم أصنام ثلاثية الأبعاد، فضية اللون، منتصبة في قلب الوادي. كل شخص يبحث عن شيء ناقص، كل شخص يحاول أن يجد شيئاً ما، وكيف أنهم معاً، أي بالاتحاد، تمكنوا من تخطي أمر معيّن. هذه تفاصيل صغيرة، لكنها حين تُفهم ويُستمع إلى الألبوم موسيقياً وبصرياً، يتضح ما نحاول أن نقوله".
حفل ماريلين نعمان في واجهة بيروت البحرية
وعن حفل الفنانة اللبنانية ماريلين نعمان، قال سلامة: "كان هدفي إيصال كل ما رغبت ماريلين في التعبير عنه أو تجسيده، هي ومديرة أعمالها لين طويلة، من خلال أغنياتها التي قُدّمت بتوزيع جديد ومختلف في آخر حفل لها، والذي ضمّ أيضاً أغاني من أرشيف لبنان الرائع".
وتابع: "كنتُ مدير الإضاءة في هذا الحفل، وكان هدفي ترجمة الإحساس الذي أرادت ماريلين أن تجمعه في كل أغنية، ليصل إلى الجمهور من خلال كل خيار أتخذه: من لون الإضاءة إلى حركة الضوء، إلى التوقيت وتوزيع الإضاءة على كامل المسرح".

وشدد المخرج اللبناني على أن "الذي يحدد اتجاه العرض البصري هو الفنان نفسه: ماذا يريد أن يوصل في هذه المرحلة من مسيرته؟ ما هي أحدث أعماله؟ نوع الحفل أو المهرجان، المسرح، البلد...؟ كلها عوامل تتقاطع لتحدد المسار".
حفل الشامي في بيروت 2025
أما عن تعاونه مع الفنان السوري الشامي، فأوضح سلامة: "الخطوة الأولى التي قمنا بها لتطوير ورفع مستوى حفل الشامي كانت ابتكار مرئيات تُعرض في الخلفية بشكل متناغم مع حركات الراقصين وغنائه والإيقاع والتوزيع الجديد للموسيقى والإضاءة".
وأكد المخرج اللبناني أن "العروض البصرية التي تُعرض في الخلفية ليست مكتبة جاهزة، بل كل أغنية صُوّر لها عرض بصري خاص بها، وكأنها فيديو موسيقي جديد، لتتماهى مع كل ما يحدث على المسرح".

نبض