نشرت الأم الجريحة والناجية من مجزرة بنت جبيل جنوبي لبنان، أماني بزي، مقطع فيديو يوثّق اللحظات الأولى لإبلاغ الطفلة الجريحة أسيل شادي شرارة باستشهاد والدها وإخوتها.

وأرفقت بزي الفيديو بعبارة أوضحت فيها أنها أخبرت أسيل، الناجية الوحيدة، بأن والدها شادي وإخوتها هادي وسيلان وسيلين قد استُشهدوا.

تجمّدت أسيل للحظة، ثم صرخت قائلة إنَّها لا تريد أن تصدّق، قبل أن تنهار باكية وترتجف بين ذراعي والدتها، التي حاولت احتضانها وكأنها تحتضن الذين رحلوا جميعاً.

وكانت الطفلة تجهش بالبكاء مردّدة أنها تشتاق إليهم ولا تستطيع تقبّل فكرة رحيلهم من دون أن تودّعهم.

وقالت الأم أماني بزي إنَّ كلمات ابنتها اخترقت صدرها وخنقت روحها بصمت، وإنها شعرت في تلك اللحظة بأن قلبها انقسم أربع مرّات: "مرة على زوجها شادي، ومرات على كلّ ولد فقدته، ومليون مرة على أسيل التي ما تزال تتعلّم كيف تتنفّس وسط هذا الخراب".

وأشارت إلى أن أسيل، وعلى الرغم من دموعها، رفعت رأسها وقالت إنَّها ستكمل الطريق، ووعدت والدتها بأن تنتقم لوالدها وإخوتها ممّن سرقوا منهم أحلامهم.

شادي شرارة وعائلته (مواقع).

وختمت بزي بالقول إنَّها شعرت، بتلك الكلمات الصغيرة، أن في قلب الركام شعلة لم تنطفئ بعد، اسمها أسيل.

وفي شهر أيلول/ سبتمبر الماضي قُتِل 5 أشخاص بينهم 3 أطفال في غارة إسرائيلية على مدينة بنت جبيل جنوبي لبنان.

ويومها، استهدفت الغارة دراجة نارية كانت تسير بالقرب من سيارة العائلة، فأصاب أحد الصواريخ السيارة مباشرة، ما أدى إلى مقتل الأب شادي صبحي شرارة وثلاثة من أطفاله على الفور، فيما أصيبت الأم أماني بزي، وابنتها الكبرى بجروح خطيرة.