نقابتا الأطباء والمهندسين تنتقدان قانون الفجوة المالية... ودعوة لاجتماع عاجل
تتواصل ردود الفعل على تمرير الحكومة اللبنانية مشروع قانون الفجوة المالية واسترداد الودائع.
نقابة الأطباء
اليوم السبت، انتقدت نقابة الأطباء في بيروت إقرار مشروع الفجوة المالية "بشكل شمولي من دون التمييز بين الحسابات المصرفية التي تعود لمؤسسات تجارية استفادت على مدى سنوات من الهندسات المالية والفوائد، وبين حسابات، وإن كانت باسم مؤسسة معينة، إلا أنّها تخص مجموعة من الناس، ولا سيما منها حسابات صناديق التقاعد".
وأوضحت في بيان أن "حسابات صندوق التقاعد تحتوي على أموال مخصّصة حصراً لدفع تعويضات ومعاشات الأطباء المتقاعدين، وهي فئة تعتمد بشكل أساسي على هذه المستحقات لضمان كرامة معيشتها، وبالتالي فرض المزيد من القيود عليها ينعكس سلباً على قدرة النقابة في تنفيذ التزاماتها تجاه هؤلاء الأطباء".
وذكّرت بأنّ "الدولة اللبنانية لا تعتمد نظاماً تقاعدياً موحّداً لأصحاب المهن الحرة، لذا فإن النقابات المهنية – ومن ضمنها نقابة الأطباء – تقوم عملياً مقام الدولة في تأمين الدخل التقاعدي وضمان الاستقرار الاجتماعي للمنتسبين إليها. فهي تتحمّل مسؤولية وطنية وإنسانية من خلال إنشاء وإدارة صناديق التقاعد وتمويلها عبر اشتراكات الأعضاء وتأمين معاشات وتعويضات التقاعد بصورة منتظمة. وبذلك أصبحت النقابات في لبنان تؤدي الوظيفة التي يفترض بالدولة القيام بها، ما يجعل أموال صناديق التقاعد أموالاً مقيّدة الغاية، ذات طابع اجتماعي وإنساني، وتستوجب أعلى درجات الحماية القانونية والمصرفية باعتبارها البديل الوحيد المتاح للأطباء بعد انتهاء خدمتهم المهنية".
وشدّدت النقابة على أن "الأموال المودعة في حسابات صندوق التقاعد لا تمثّل أموالاً تجارية، بل هي حقوق مكتسبة للأطباء المتقاعدين، وعدم تمكين النقابة من الاستفادة منها يهدّد مباشرة الأمن الاجتماعي لشريحة واسعة منهم".
في الختام، دعت الحكومة إلى إعادة النظر في المشروع الذي أقرّ، مشدّدة على أن "تحرير حسابات الصندوق يُعدّ خطوة ضرورية لحماية هذه الحقوق".

نقابة المهندسين
بدوره، علّق نقيب المهندسين في بيروت المهندس فادي حنا على مشروع القانون قائلاً: "يؤسفنا ما أقرّه مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة تحت مسمّى قانون استرجاع الودائع، بذريعة معالجة الأزمة المالية".
وأضاف، في بيان: "يهمني أن أؤكد أن ما يجري اليوم لا يمكن توصيفه كإجراء اضطراري أو كمشروع إصلاحي عابر، بل يشكّل اعتداءً موصوفاً على أموال المودعين وأموال النقابات، وسابقة خطيرة تنطوي على سرقة علنية لحقوق المنتسبين، وسطو على أموال المتقاعدين، وتمس بشكل مباشر مبدأ الاستقلال المالي الذي قامت عليه النقابات عبر عقود من النضال والعمل المؤسساتي".
وتابع: "إن المساس بأموال النقابات ليس مسألة تقنية أو مالية فحسب، بل هو مساس بكرامة المهن الحرة وبالأمانين الاجتماعي والمهني لآلاف المنتسبين. كما أن تداعياته لا تقتصر على نقابة من دون أخرى، بل تطال مجمل الجسم النقابي، وتهدّد مستقبل العمل النقابي واستمراريته في لبنان".
وأردف: "وانطلاقاً من المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقنا، تدعو نقابة المهندسين في بيروت إلى اجتماع طارئ وعاجل يضم نقابات المهن الحرّة كافة، في أقرب وقت ممكن، بهدف توحيد الموقف واتخاذ خطوات عملية ترتقي إلى مستوى الخطر الداهم الذي يتهدّدنا جميعاً".
وأكّد أن "كل من يصوّت على هذا المشروع يشارك مباشرةً في تقويض أموال النقابات، ويتحمّل كامل المسؤولية أمام المنتسبين، وأمام الرأي العام، وأمام التاريخ".
وختم: "إن أموال النقابات خط أحمر، والتفريط بها لن يمرّ من دون موقف واضح، ولا من دون مساءلة ومحاسبة".
نبض