لا يزال اختلاق عبارات جديدة لدى الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم يثير التساؤلات. فمن "جيش وشعب ومقاومة" التي لطالما اعتبرها الحزب الثلاثية الذهبية، إلى "الأرض والروح والسلاح"، تلك العبارة التي ابتكرها قاسم في خطابه الأخير، هل يعني ذلك أن المعادلة السابقة انتهت بعدما رفضتها فئة واسعة من اللبنانيين، مؤكِّدة أن هناك جيشا وشعبا وليس هناك من مقاومة، إذ إنها أدت دورها في حقبة معينة وانتفى وجودها، والسلاح يجب أن يُسلم إلى الجيش؟ 

خطاب قاسم يوحي أن وراء الأكمة ما وراءها لدى الحزب، باعتباره عقائديا وإيديولوجيا، وعبارته قد تكون لها خلفيات وظروف بعد الحرب الأخيرة وفي ظل التحولات والمتغيرات في لبنان والمنطقة. إلا أن الثابت لا يزال السلاح ضمن أجندة "حزب الله"، بدليل أن قاسم قال: "لو أطبقت السماء على الأرض لن نسلم سلاحنا". وفي السياق نفسه، جاء كلام مستشار مرشد الثورة الإسلامية الإيرانية السيد علي أكبر ولايتي، الذي اعتبر سلاح الحزب "كالخبز والملح"، رافضا تسليمه، ما يعني أن هناك أجندة جديدة قد ينطلق بها الحزب بعد المعادلة التي أُعلنت في الأيام الماضية، فماذا عن خلفياتها؟ وماذا قصد الأمين العام لـ"حزب الله" بإطلاقه هذه العبارة؟

لم يشأ أي من نواب "الثنائي" الحديث عن خلفية ما قصده قاسم بهذه الثلاثية، رافضين الخوض فيها، في حين علّق أحد نواب "حزب الله" ضاحكاً: "اسألوا الشيخ نعيم". 

النائب السابق العميد المتقاعد وهبي قاطيشا قال لـ"النهار": "يبدو من خلال المعادلة التي أطلقها الأمين العام للحزب، أنه يعيش على كوكب آخر ولا يدري ما يحصل على الأرض. فهو يتحدث عن الأرض التي دُمرت، وعن الروح، فيما إسرائيل أزهقت أرواح قيادات الصف الأول ومعظم قيادات الصف الثاني، وتزهق أرواح اللبنانيين، وعدوانها مستمر قتلا وتدميراً وتهجيراً. فعن أي روح يتحدث وعن أي أرض، فيما السلاح، وهنا بيت القصيد، يؤكد قاسم أنه لن يسلمه لو أطبقت السماء على الأرض؟ كذلك لا يريد المفاوضات، بل هو من سيفاوض كما فاوض إسرائيل عبر الألمان، وعبر الموفد الأميركي السابق آموس هوكشتاين في مسألة الترسيم البحري".

وأضاف قاطيشا: "الحزب لن يسلم سلاحه كما أكد الشيخ قاسم، وكذلك كما يقول بعض المسؤولين الإيرانيين، وهذه معادلة خشبية لا تسمن ولا تغني، بل تؤدي إلى مزيد من الدمار والقتل، وإعطاء إسرائيل ذريعة لتفعل ما تشاء في الجنوب والبقاع وفي أي منطقة".