استهلّ البابا لاوون الرابع عشر اليوم الثاني من زيارته للبنان من دير مار مارون – عنايا، في محطة روحية بارزة حجّ خلالها إلى ضريح القديس شربل وسط حضور شعبي كثيف.

وتوافد آلاف المؤمنين منذ ساعات الصباح الأولى إلى عنايا، متحدّين سوء الأحوال الجوية لاستقبال رأس الكنيسة الكاثوليكية، فيما اتخذ الجيش اللبناني إجراءات أمنية مشدّدة في محيط البلدة والدير. واصطفّ الزوار على طول الطريق من مدخل البلدة وصولًا إلى الدير حاملين الأعلام اللبنانية والفاتيكانية.

 

 

موكب البابا لاوون الرابع عشر يصل إلى دير مار مارون - عنايا

"النهار" في تغطية مباشرة: https://t.co/Bbw3YTwEiJ#البابا_لاوون #البابا_في_لبنان #البابا_لاوون_الرابع_عشر #البابا_لاون_الرابع_عشر pic.twitter.com/FNkL4gyL7w

— Annahar النهار (@Annahar) December 1, 2025

 

وكان رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون وعقيلته أول الواصلين إلى الدير، حيث استُقبلا بالتصفيق والزغاريد. كما وصل عدد من الشخصيات الرسمية والفعاليات الروحية والسياسية، قبل ترؤس البابا لحظة الصلاة.

وعند وصوله إلى مدخل عنايا، استقلّ البابا الـ“بابا موبيل” محييًا الحشود. وتوجّه إلى ضريح القديس شربل حيث أضاء شمعة على نية لبنان والمسيحيين في العالم، ثم تلا صلاة ركّز فيها على الدعوة إلى الإيمان والصلاة والتوبة والسلام.

وفي كلمته، توجّه البابا بالدعاء من أجل لبنان والمشرق، قائلاً إن القديس شربل “علّم العالم الصمت والصلاة والتواضع”، ومؤكدًا: “نطلب السلام بصورة خاصة من أجل لبنان وكل المشرق”.

 

 

 

البابا لاوون الرابع عشر يجثو أمام ضريح القديس شربل في عنايا على مركعٍ أبيض صُمّم خصيصاً للمناسبة وسيُحفظ في متحف الدير#البابا_لاوون #البابا #البابا_في_لبنان pic.twitter.com/HQpf38UxcJ

— Annahar النهار (@Annahar) December 1, 2025

 

وقدم البابا هدية إلى الدير عبارة عن قنديل حمله معه من روما، فيما قدم رئيس الرهبانية اللبنانية المارونية الأب هادي محفوظ للبابا أول كتاب مزامير طُبع في الشرق في دير قزحيا عام 1610، إضافة إلى هدايا تذكارية مخصصة للمناسبة.

 

البابا يضيء شمعة أمام ضريح مار شربل حملها معه من روما هدية لدير مار مارون - عنايا

"النهار" في تغطية مباشرة: https://t.co/Bbw3YTwEiJ#البابا_لاوون #البابا_في_لبنان #البابا #عنايا pic.twitter.com/seN1zmAdgM

— Annahar النهار (@Annahar) December 1, 2025

 

واختُتمت الزيارة بجولة للبابا في أرجاء الدير ومتحفه، قبل أن يغادر عنايا وسط قرع الأجراس ونثر الورود والأرز، في حدث روحي استثنائي يعكس مكانة القديس شربل ورمزية الزيارة التاريخية.

 

عدسة "النهار" تواكب الحشود في مار شربل بانتظار وصول البابا

"النهار" في تغطية مباشرة:
https://t.co/Bbw3YTwEiJ#البابا_لاوون #البابا_في_لبنان #البابا_لاوون_الرابع_عشر #البابا #البابا_في_عنايا pic.twitter.com/OLx2ms0zdR

— Annahar النهار (@Annahar) December 1, 2025

 

ووصل البابا إلى بيروت عصر الأحد، آتياً من إسطنبول، في أول رحلة خارجية منذ انتخابه في أيار/مايو، وقال إنه أراد من خلالها أن يكون "رسول سلام" يسعى إلى "تعزيز السلام" في أنحاء المنطقة التي مزّقتها الانقسامات والأزمات والنزاعات، حاملاً رسالة شعارها "طوبى لصانعي السّلام".

وحضّ البابا المسؤولين اللبنانيين الأحد على أن يكونوا "في خدمة" شعبهم "الغني بتنوعه"، وأن يعملوا على تحقيق المصالحة التي "تحتاج إلى السلطات والمؤسسات التي تعترف بأن الخير العام هو فوق خير الأطراف".

 

حشود تنتظر وصول البابا إلى عنايا. (حسام شبارو)

 

وشدّد البابا الذي حظي باستقبال رسمي استثنائي، وتجمعت حشود على الطرق التي سلكها بعيد وصوله للترحيب به، على أن السلام "هو أن نعرف أن نعيش معاً في وحدة وشركة متصالحين مع بعضنا البعض".

 

ووقّع على السجلّ الذهبي في قصر بعبدا، مستخدماً قلماً مصنوعاً من خشب الزيتون، في دلالة رمزية على السلام.

 

 

وكتب في هذا السجلّ: "في اليوم الأول من زيارتي إلى لبنان، وهو أحد بلدين أزورهما في رحلتي الرسولية الأولى منذ بداية حبريتي، أتمنّى بفرحٍ بركاتٍ كثيرة لجميع أبناء لبنان، وأصلّي لكي يسود السلام".

 

وقام البابا لاوون الرابع عشر بزيارة لمدة 30 دقيقة إلى راهبات الكرمل في حريصا، مساء اليوم الأول من زيارته إلى لبنان.

إذ بعد انتهاء لقاءاته في قصر بعبدا، توجّه إلى دير راهبات الكرمل في حريصا.

وفي حديثه مع الراهبات، ذكر ثلاث كلمات تشكّل جوهر حياتهن التأملية: التواضع، الصلاة، والتضحية.

 

 

 

وفي المحطة الأولى في عنايا اليوم، سيدخل البابا للصلاة قرب ضريح القديس شربل مرتدياً بطرشيلاً أحمر من تصميم ماجد بوطانوس. يحمل هذا البطرشيل شعار الرهبانية اللبنانية المارونية الأولى، وسراج مار شربل، وأرزة لبنان، وصليب الرهبانية، إضافة إلى قلب يسوع المأخوذ من شعار الحبر الأعظم ومن الثوب الموضوع على جثمان القديس شربل.

 

 

 أما في لقائه المكرّسين في حريصا، فسيرتدي البابا بطرشيلاً أزرق تكريماً للعذراء مريم شفيعة لبنان. ويزيّن هذا البطرشيل شعار مزار سيدة لبنان، وأرزة لبنان، وصليب جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة، إلى جانب قلبَي مريم ويسوع.

 

وتواكب "النهار" اليوم الثاني من زيارة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان في تغطية خاصّة ومباشرة.