شهد اجتماع مجلس الوزراء في البيت الأبيض مفارقات لافتة، إذ غلب النعاس الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتصرف بعض وزراءه بغرابة ، وسط خطابات مطوّلة ومتوترة.

مع تجاوز اجتماع الحكومة الثلاثاء عتبة الساعتين، غلب النعاس ترامب وانكب مدير ميزانيته على الخربشة على ورقة. وكان وزير الدفاع بيت هيغسيث محظوظاً بما يكفي للتحدث مبكراً، بينما كان ظهر  خطأ في لوحة كتب عليها اسمه، بحسب وكالة "أسوشيتد برس" الاميركية.

بدأ ترامب الاجتماع بالإشارة إلى أن هذه هي المرة الأخيرة التي يجتمع فيها مجلس وزرائه قبل عام 2026. وعلى رغم أن الجلسات الماراثونية مع مستشاريه الكبار الذين يغدقون عليه الثناء أصبحت علامة بارزة منذ عودته إلى البيت الأبيض، إلا أن هذه الجلسة الأخيرة كشفت في بعض الأحيان الحاجة إلى عطلة.

قدم ترامب تعليقات افتتاحية مطولة أعاد فيها إلى حد كبير تكرار إعلاناته السياسية الرئيسية السابقة خلال الأشهر الأخيرة. ثم أعطى كل عضو في مجلس الوزراء فرصة للتحدث، قائلاً: "لنتحدث بسرعة". لكن ذلك لم يمنع معظم أعضاء مجلس الوزراء من تقديم مداخلات طويلة.

كان هيغسيث أول المتحدثين، وأشاد بقرار إدارة ترامب تغيير اسم وزارته إلى وزارة الحرب، وهو أمر لا يمكن القيام به رسمياً من دون إقرار من الكونغرس.  لكن اللوحة التي تحمل اسم هيغسيث أمامه وصفت منصبه بأنه "وزير الحرب"، بما في ذلك حرف "س" ("ssecretary of war")، مزدوج خاطئ سرعان ما أصبح مصدر سخرية لاذعة على الإنترنت.

هيغسيث وترامب خلال الاجتماع (ا ب)

بعد ذلك، بينما تناوب الوزراء على التحدث، أظهرت كاميرا تلفزيونية موجهة نحو ترامب أنه يكافح من أجل البقاء يقظاً. جلس الرئيس على كرسيه وعيناه تغمضان من حين لآخر وأحياناً تغلقان تماماً. جاء نعاس ترامب الواضح بعد انتقاده مقالاً نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" أخيراً يبحث في برنامجه اليومي وقدرته على التحمل في سن الـ79. كذلك انتقد مرة أخرى المقال في بداية الاجتماع الثلاثاء.

وفي إشارة أخرى على أن الأمور كانت مملة، جاءت من مدير الميزانية راسل فاوت، الذي شوهد وهو يرسم مشهداً ريفياً على ورق رسمي للبيت الأبيض. رسم فاوت جبالاً محاطة بأشجار الصنوبر تعلوها أنواع من السحب التي تبدو ودودة.

فاوت يرسم مشهدا ريفيا على ورق رسمي للبيت الأبيض خلال الاجتماع (ا ب)

اضافة الى ذلك، تم تجاهل تحذيرات ترامب بضرورة تقييد الإنفاق، وتحدى بعض أعضاء مجلس الوزراء الرئيس ذلك في مداخلاتهم وخصوصاً في ما يتعلق بمسألة القدرة على تحمل الأكلاف.

وأشار ترامب في كلمته الافتتاحية إلى أن المخاوف التي أثارها الديموقراطيون بشأن ارتفاع الأكلاف هي "خدعة". لكن ذلك لم يمنع العديد من المسؤولين الكبار في إدارته من شرح تفاصيل خططهم الجادة لخفض الإنفاق على الصعيد الوطني. 

ترامب (أ ب)

وتحدثت وزيرة الزراعة بروك رولينز عن الضغوط الاقتصادية على المزارعين، ووصف وزير الخزانة سكوت بيسنت القدرة على تحمل الأكلاف بأنها "أزمة".

وإجمالاً، استمر اجتماع الثلاثاء لأكثر من ساعتين. وهذا أقل من الرقم القياسي لاجتماعات مجلس الوزراء في عهد ترامب، وكان اجتماع وزاري في آب/أغسطس قد استمر ثلاث ساعات و 17 دقيقة.

ومع ذلك، حتى الرئيس أقر أن الاجتماع الأخير كان طويلاً. وقال: "نحن نمضي الكثير من الوقت هنا".

ترامب والوزراء في الاجتماع (ا ب)

اختتم ترامب الاجتماع بالرد على أسئلة الصحافيين، ولكن بعد أن سألهم مازحاً: "بعد ذلك، هل تريدون طرح أي أسئلة؟"،  وأشار إلى صحافي يحمل ميكروفوناً طويلاً لتسجيل صوت اجتماع مجلس الوزراء، وقال له مازحاً: "ما مدى قوتك؟"، وتابع قائلاً: "أنت تحمل هذا منذ ساعتين"، مما أثار ضحك أعضاء مجلس الوزراء.

ورداً على سؤال لاحق، أعلن ترامب أنه لا يريد مهاجرين صوماليين في الولايات المتحدة، مضيفاً أن سكان هذا البلد الأفريقي الشرقي الذي دمرته الحرب يجب أن يبقوا هناك ويحاولوا إصلاح وطنهم. كما اتهم الصوماليين بالاعتماد المفرط على برامج المساعدات الأميركية من دون أن يقدموا شيئاً يذكر للبلاد في المقابل.