تواصل أوروبي – أميركي بشأن أوكرانيا... واجتماع جديد لـ"تحالف الراغبين" الخميس
أعلنت الحكومة الفرنسية الأربعاء أن "تحالف الراغبين" الذي يضم دولاً داعمة لأوكرانيا سيبحث الخميس "الضمانات الأمنية" لكييف، وذلك فيما يتعرّض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لانتقادات شديدة من نظيره الأميركي دونالد ترامب.
وقالت المتحدّثة باسم الحكومة الفرنسية مود بريجون "سيتيح اجتماع غد للتحالف الذي تترأسه فرنسا والمملكة المتحدة، إحراز تقدّم بشأن الضمانات الأمنية لأوكرانيا والمساهمة الأميركية الكبيرة".
وأوضح قصر الإليزيه بعد ذلك أن الاجتماع سيُعقد بعد ظهر الخميس عبر الفيديو.
وأعلن قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا الإثنين في لندن تضامنهم مع زيلينسكي في وقت يواجه فضيحة فساد تطال مدير مكتبه السابق وانتقادات ترامب.

وتسعى كييف مع حلفائها الأوروبيين لإدخال تعديلات علي الخطّة الأميركية لإنهاء الحرب التي اعتبروا أن مسودّتها الأولى تتبنّى جلّ مطالب روسيا.
وانتقد ترامب الذي يبعث بإشارات متضاربة إلى زيلينسكي، نظيره الأوكراني الأحد مؤكّداً أنّه "لم يطلع" على الخطّة الأميركية.
وواصل انتقاداته الثلاثاء مؤكّداً في مقابلة أجراها معه موقع "بوليتيكو" أن على أوكرانيا تنظيم انتخابات، متّهماً كييف بـ"استخدام الحرب" ذريعة لتفادي هذا الاستحقاق.
وردّ زيلينسكي الثلاثاء مبدياً استعداده لتنظيم انتخابات إن توافرت الظروف الأمنية، مؤكّداً أنّه سيرسل لواشنطن اقتراحه المعدّل للخطّة الأميركية لإنهاء الحرب.
نقاش مع ترامب
وبحث ماكرون الأربعاء الحرب في أوكرانيا مع نظيره الأميركي ترامب وستارمر وميرتس، وفق ما أعلن قصر الإليزيه.
وأوضحت الرئاسة الفرنسية أن المكالمة الهاتفية التي استمرّت 40 دقيقة ركزت على "محاولة إحراز تقدّم" في حل النزاع بين أوكرانيا وروسيا.
من جهّته، أفاد زيلينسكي بأن مسؤولين أوكرانيين سيجرون محادثات اليوم الأربعاء مع نظراء لهم أميركيين بشأن قضايا إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية بعد الحرب، وذلك في إطار خطة أوسع للسلام مع روسيا.
وأضاف أن إطار العمل لخطّة السلام المكون من 20 نقطة سوف يُسلم قريباً إلى الولايات المتحدة.
في الميدان
في السياق، أفاد الجيش الأوكراني بأنّه يصدّ هجوماً مدرّعاً على مدينة بوكروفسك شرق البلاد تشنّه القوّات الروسية منذ الصباح.
وذكر الفيلق السابع للاستجابة السريعة التابع للجيش عبر "فايسبوك": "استخدم الروس سيارات ودراجات نارية ومركبات مدرّعة. حاولت المركبات الاقتحام من الجنوب إلى الجزء الشمالي من المدينة".
وأعلنت روسيا سيطرتها الكاملة على المدينة، لكن كييف تقول إنّها تسيطر على الجزء الشمالي منها. وفي حال استولت القوّات الروسية على بوكروفسك، فستكون أكبر غنيمة لها في أوكرانيا منذ ما يقرب من عامين.
إلى ذلك، أعلن فلاديمير سالدو الحاكم الذي عيّنته روسيا في منطقة خيرسون أن 3 أشخاص قُتلوا وأصيب اثنان جراء قصف أوكراني لمستشفى في الجزء الخاضع لسيطرة موسكو من المنطقة.
وجميع القتلى والجرحى من العاملين في المنشأة الطبية.
وذكر سالدو عبر "تلغرام": "يتلقّى المصابون الرعاية الطبية، ويرقد رجل مصاب بجروح خطيرة في العناية المركزة".
مساعدة من بولندا
في السياق، تخطّط بولندا لتزويد أوكرانيا بما تبقى لديها من مقاتلات "ميغ-29" السوفياتية مقابل الحصول على تكنولوجيا المسيّرات، بحسب ما أعلن وزير الدفاع الأربعاء.
واستبدلت بولندا إلى حد كبير طائراتها القديمة العائدة إلى الحقبة السوفياتية بمقاتلات "أف-16" الأميركية و"أف أيه-50" الكورية الجنوبية. وتنتظر حاليا تسلّم 32 طائرة من طراز "أف-35" طلبتها من واشنطن.
وقال وزير الدفاع البولندي فلاديسلاف كوسينياك-كاميش لإذاعة "ترويكا" البولندية العامة إن طائرات "ميغ وصلت إلى نهاية عمر خدمتها ما يعني أنه سيتم سحبها من الجيش البولندي ونبحث نقلها مع الجانب الأوكراني".
وأفاد بأن ذلك قد يشمل أيضاً "نقل التكنولوجيا مثلا في مجال المسيّرات والصواريخ من أوكرانيا إلى بولندا".
وبحسب تقارير إعلامية، فإن بولندا التي سلّمت العديد من مقاتلاتها من طراز "ميغ-29" إلى أوكرانيا بعد الغزو الروسي في 2022 ما زالت تحتفظ بـ14 طائرة من هذا النوع.
وقال كوسينياك-كاميش إن "المحادثات جارية ونحن عازمون على اختتامها في أسرع وقت ممكن".
وأضاف بأن بولندا تستفيد بالفعل من الخبرة الأوكرانية في التدريب العسكري المرتبط بالمسيرات.
وأوضح أن "الأوكرانيين هم الأفضل في ما يتعلق بالمسيرات من بين جميع البلدان التي تربطنا بها علاقات جيدة".
وتعد بولندا المنضوية في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي من بين أشد الداعمين لجارتها أوكرانيا إذ شكّلت مركزا لإيصال المساعدات الإنسانية والعسكرية لكييف.
نبض