على وقع الحروب والموت... المسيحيّون يحتفلون بالميلاد (صور) ‏

العالم 25-12-2024 | 10:43

على وقع الحروب والموت... المسيحيّون يحتفلون بالميلاد (صور) ‏

في مدينة بيت لحم مهد المسيحية، تجمّع مئات المصلّين داخل وخارج ‏كنيسة المهد
على وقع الحروب والموت... المسيحيّون يحتفلون بالميلاد (صور) ‏
مصلون كنيسة العائلة المقدسة للروم الكاثوليك في حي الزيتون بغزة ‏‏(أ ف ب)‏
Smaller Bigger

يحتفل ملايين المسيحيين الأربعاء بعيد الميلاد الذي تخيّم عليه هذا ‏العام، الحروب في قطاع غزة وأوكرانيا وأنحاء أخرى من العالم.‏

وفي الفاتيكان، من المتوقع أن يجدّد البابا فرنسيس دعواته للسلام في ‏الشرق الأوسط ومناطق أخرى، خلال القداس الذي سيقام عند الساعة ‏‏11,00 ت غ.‏

والثلاثاء، أطلق البابا سنة 2025 اليوبيلية في الكنيسة الكاثوليكية، ‏وهي مناسبة دولية للحج إلى روما، حيث من المتوقع أن يشارك فيها ‏أكثر من 30 مليون مؤمن من جميع أنحاء العالم.‏

وأمام جمع من الأساقفة والكرادلة والمسؤولين، فتح البابا "الباب ‏المقدّس" لكاتدرائية القديس بطرس، في ما يمثّل رمزا لافتتاح هذا ‏‏"اليوبيل العادي".‏

 

 

ثمّ ترأس قداس ليلة عيد الميلاد في الكنيسة، حيث دعا المؤمنين إلى ‏التفكير "في الحروب، وفي الأطفال الذين يتعرّضون لإطلاق النار، ‏والقنابل التي تستهدف المدارس والمستشفيات"، في إشارة ضمنية إلى ‏الضربات الإسرائيلية على قطاع غزة. وكان الحبر الأعظم قد ندّد ‏خلال الأيام الماضية بـ"القسوة"، الأمر الذي أثار احتجاجات ‏دبلوماسية من جانب إسرائيل.‏

في فرنسا، تستضيف كاتدرائية نوتردام الأربعاء قداديس عدّة احتفالا ‏بالميلاد بدءا من الساعة 07,30 ت غ، وذلك بعدما استضافت قداس ‏منتصف الليل. ولم تشهد الكاتدرائية أي إحياء لعيد ميلاد السيد المسيح ‏منذ الحريق الذي أتى عليها في 15 نيسان (أبريل) 2019.‏

وأعيد افتتاح نوتردام في السابع من كانون الأول (ديسمبر) الجاري ‏بعد أشغال ترميم ضخمة استغرقت خمس سنوات.‏

وقال دانيال جايمس وهو أميركي يبلغ من العمر 46 عاما، جاء من ‏سياتل لحضور قداس منتصف الليل، "أنا سعيد للغاية بالعودة إلى هنا، ‏أنه أمر سحري للغاية".‏

وصباح الأربعاء، استيقظت أوكرانيا على وابل من الصواريخ، في ‏وقت تحتفل للعام الثاني تواليا بعيد الميلاد في 25 كانون الأول ‏‏(ديسمبر) بدل السابع من كانون الثاني (يناير).‏

وكان نقل موعد الاحتفال بالميلاد الذي أقرّه الرئيس فولوديمير ‏زيلينكسي في تموز (يوليو) 2023، واحدا من قرارات اتخذتها كييف ‏في السنوات الأخيرة لتبتعد من موسكو، لا سيّما عبر إعادة تسمية ‏شوارع ومدن تعود إلى الحقبة السوفياتية.‏

وأطلقت صفارات الانذار في عموم أوكرانيا صباح الأربعاء، مع ‏تحذير القوات الجوية من إطلاق موسكو صواريخ كروز، وإعلان ‏السلطات في مدينة خاركيف بشمال شرق البلاد عن تعرّضها لهجوم ‏صاروخي "كبير" من روسيا.‏

 

‏"عيد ميلاد يحمل رائحة الموت" ‏
في مدينة بيت لحم مهد المسيحية، تجمّع مئات المصلّين داخل وخارج ‏كنيسة المهد.‏

وقال رئيس بلدية بيت لحم أنطوان سلمان لوكالة "فرانس برس": ‏‏"هذا العام قلصنا طقوس الفرح، نريد التركيز على الواقع الفلسطيني ‏ونظهر للعالم أن فلسطين لا تزال تعاني من الاحتلال الإسرائيلي، لا ‏تزال تعاني من الظلم".‏

وعادة ما تضاء شجرة ميلاد كبيرة في ساحة المهد في وسط المدينة ‏الفلسطينية الواقعة في الضفة الغربية المحتلة، وحيث الكنيسة المقامة ‏في الموقع الذي يؤمن المسيحيون بأن يسوع المسيح ولد فيه. لكن ‏السلطات المحلية فضّلت الابتعاد عن المظاهر الاحتفالية الكبرى للعام ‏الثاني على التوالي.‏

وفي بداية فترة ما بعد الظهر، شهدت المدينة عرضا للكشافة حمل ‏خلاله بعض المشاركين لافتات كُتب عليها "أوقفوا الإبادة في غزة ‏الآن" و"يريد أطفالنا بأن يلعبوا ويضحكوا".‏

وسار وراءهم بطريرك القدس للاتين بييرباتيستا بيتسابالا الذي عاد ‏من غزة ليترأس قداس منتصف الليل.‏

وقال في عظته باللغة الإنكليزية "أريد أن أشكر إخواننا وأخواتنا ‏الأعزاء في غزة، الذين زرتهم للتو". وأضاف "إنهم علامة حقيقية ‏للأمل وسط الكارثة والدمار الشامل الذي يحيط بهم".‏

وتابع البطريرك "للسنة الثانية على التوالي، إنّه عيد ميلاد حزين ‏بالنسبة إليكم أيضا"، مضيفا "ولكن السنة المقبلة، سيكون عيد الميلاد ‏في بيت لحم مليئا بأشجار التنوب والحجاج".‏

 

 

وقال هشام مخول أحد سكان القدس الذي كان موجودا في بيت لحم، ‏إنّ "ما نمرّ به صعب للغاية ولا يمكننا تجاهله بالكامل"، مشيرا إلى ‏‏"هروب" مؤقت ممّا يحدث.‏

في قطاع غزة المدمّر، تجمّع مئات المسيحيين في كنيسة العائلة ‏المقدّسة في مدينة غزة (شمال) لحضور قداس ليلة عيد الميلاد.‏

ورأى جورج الصايغ (49 عاما) الذي نزح إلى كنيسة القديس ‏برفيريوس العائدة إلى القرن الثاني عشر "هذا العيد مكسو بالحزن ‏ورائحة الموت والدمار والخراب، لا أجواء ولا بهجة. لا نعرف.. من ‏سيبقى حيا للعيد القادم".‏

 

 

‏"ظل" ‏
في كلمة للمسيحيين الثلاثاء، تعهّد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين ‏نتانياهو محاربة "قوى الشر".‏

وفيما تقاتل بلاده على عدّة جبهات منذ بدء الحرب في قطاع غزة في ‏السابع من تشرين الاول (أكتوبر) 2023، خاطب نتانياهو المسيحيين ‏في جميع أنحاء العالم قائلا "لقد وقفتم إلى جانبنا بثبات وقوة بينما ‏تدافع إسرائيل عن حضارتنا ضد الوحشية".‏

وفي ألمانيا، دعا الرئيس فرانس فالتر شتاينماير إلى الوحدة ‏والتماسك، مشيرا إلى "الظلال" التي تخيّم على احتفالات نهاية العام ‏بسبب هجوم الدهس الذي أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة ‏أكثر من 200 بجروح، في سوق عيد الميلاد في ماغديبورغ شمال ‏شرق البلاد.‏

وفي سوريا، تواصل السلطات الجديدة سعيها إلى طمأنة المسيحيين، ‏وذلك بعدما أُطيح بحكم الرئيس بشار الأسد في الثامن من كانون ‏الأول (ديسمبر).‏

وقالت سارة لوكالة "فرانس برس" أثناء حضورها قداسا في كنيسة ‏القديس جاورجيوس للسريان الأرثوذكس في دمشق، "كانت ثمة ‏صعوبات في ظل الظروف الراهنة أن نجتمع مجددا ونصلي بسلام ‏وفرح، لكن الحمدلله تمت الأمور بخير".‏

أضافت "مهما كان الطريق ضبابيا أو مجهول النهاية، لكنني متأكدة ‏أننا سنعيش الولادة الجديدة طالما أيدينا بأيدي بعض".‏

بموازاة ذلك، شهدت أحياء مسيحية في دمشق تظاهرات احتجاجا على ‏إحراق شجرة عيد الميلاد قرب حماة في وسط سوريا.‏

وقال جورج لوكالة "فرانس برس"، مفضّلا عدم الكشف عن اسمه ‏الكامل، "نزلنا لأن هناك الكثير من الطائفية والظلم ضد المسيحيين ‏تحت تسمية تصرفات فردية" مع تكرار التداول بحوادث في مناطق ‏عدة. أضاف "إما أن نعيش في بلد يحترم مسيحيتنا وبأمان، كما كنا ‏من قبل، أو افتحوا لنا باب اللجوء الكنسي حتى نغادر إلى الخارج".‏

وفي أماكن أخرى، شهدت احتفالات عيد الميلاد لحظات من الراحة ‏والحماس.‏

ففي الولايات المتحدة، تمّ وضع تقليد سنوي لتعقّب سانتا كلوز، حيث ‏من الممكن للصغار والكبار متابعة عبوره في الوقت الفعلي على ‏موقع إلكتروني مخصّص لذلك.‏





العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 12/10/2025 6:25:00 AM
تحاول الولايات المتحدة تذويب الجليد في العلاقات بين إسرائيل والدول العربية من خلال "الديبلوماسية الاقتصادية"
المشرق-العربي 12/11/2025 6:15:00 AM
قذائف المزّة والعمليتان اللتان لم يفصل بينهما شهر تحمل رسائل تحذيرية إلى الشرع وحكومته، والرسالة الأبرز مفادها أن القصر الرئاسي تحت مرمى الصواريخ.
المشرق-العربي 12/11/2025 2:25:00 AM
إنّها المرة الأولى التي تتهم المنظمة "حماس" وفصائل أخرى بارتكاب جرائم ضد الانسانية.
المشرق-العربي 12/11/2025 2:10:00 PM
شدد على ضرورة منح المحافظة حكماً ذاتياً داخلياً أو نوعاً من الإدارة الذاتية ضمن سوريا كوسيلة لحماية الأقليات وحقوقها.