عام 2024 يشهد تخطّي معدل الاحترار عتبة 1,5 درجة مئوية ‏

العالم 09-12-2024 | 11:54

عام 2024 يشهد تخطّي معدل الاحترار عتبة 1,5 درجة مئوية ‏

بات مؤكدا أن 2024 سيكون العام الأول الذي يتجاوز فيه الاحترار ‏العالمي عتبة 1,5 درجة مئوية مقارنة بمعدلات الحرارة في فترة ما ‏قبل الثورة الصناعية، وهو الحد الأقصى المحدد بموجب اتفاقية ‏باريس.‏
عام 2024 يشهد تخطّي معدل الاحترار عتبة 1,5 درجة مئوية ‏
عام 2024 سيكون ‏الأكثر دفئا على الإطلاق
Smaller Bigger


بعدما شهد العالم الشهر الفائت ثاني أكثر أشهر تشرين الثاني ‏‏(نوفمبر) دفئا على الإطلاق، "من المؤكد أن عام 2024 سيكون ‏الأكثر دفئا على الإطلاق وسيتجاوز معدل الحرارة خلال حقبة ما قبل ‏الصناعة بأكثر من درجة مئوية ونصف درجة"، على ما أعلنت ‏الاثنين خدمة تغير المناخ (‏C3S‏) التابعة لمرصد "كوبرنيكوس" ‏الأوروبي.‏


كان شهر تشرين الثاني (نوفمبر)، الذي شهد سلسلة أعاصير مدمرة ‏في آسيا واستمرارا لحالات الجفاف التاريخية في جنوب القارة ‏الإفريقية ومنطقة الأمازون، أكثر دفئا بمقدار 1,62 درجة مئوية من ‏معدلات الحرارة لشهر تشرين الثاني (نوفمبر) في الأوقات العادية ‏حين لم تكن فيه البشرية تحرق النفط أو الغاز أو الفحم في المناطق ‏الصناعية.‏

كما أن تشرين الثاني (نوفمبر) الفائت كان السادس عشر من آخر 17 ‏شهرا الذي يبلغ خلاله ارتفاع معدلات الحرارة عتبة 1,5 درجة مئوية ‏مقارنة بالفترة 1850-1900، وفق قاعدة بيانات "‏ERA5‎‏" التابعة ‏لمرصد "كوبرنيكوس".‏

وتتوافق هذه العتبة الرمزية مع الحد الأكثر طموحا في اتفاقية باريس ‏المناخية الموقّعة عام 2015، والذي يهدف إلى احتواء ارتفاع ‏درجات الحرارة عند مستوى أقل بكثير من درجتين مئويتين ‏ومواصلة الجهود للجم ارتفاع درجات الحرارة عند مستوى 1,5 ‏درجة مئوية.‏

غير أن هذا الاتفاق يتحدث عن اتجاهات طويلة المدى، إذ إن تسجيل ‏معدل ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 1,5 درجة مئوية يجب أن ‏يحصل لعشرين عاما على الأقل لاعتبار أنه تم تجاوز هذا الحد.‏

وباستخدام هذا المعيار، يناهز معدل الاحترار الحالي 1,3 درجة ‏مئوية؛ وتشير تقديرات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ ‏إلى احتمال بلوغ عتبة 1,5 درجة مئوية بين عامي 2030 و2035، ‏وذلك بصرف النظر عن تطور انبعاثات الغازات الدفيئة البشرية، ‏التي تقترب من الذروة من دون أي اتجاه تراجعي.‏

‏310 مليار دولار خسائر ‏
أظهرت أحدث حسابات صادرة عن الأمم المتحدة أن العالم ليس على ‏المسار الصحيح على الإطلاق للحد من التلوث الكربوني لتجنب تفاقم ‏خطر للغاية لموجات الجفاف أو الحر أو الأمطار الغزيرة التي سُجلت ‏بالفعل، والتي كانت مكلفة على حياة البشر والاقتصاد.‏

وتقود السياسات الحالية للدول العالم نحو ارتفاع "كارثي" في معدلات ‏الحرارة بمقدار 3,1 درجات مئوية خلال هذا القرن، أو حتى 2,6 ‏درجة مئوية إذا تم الوفاء بالوعود بتحسين الأداء المناخي على ‏الصعيد العالمي، وفق برنامج الأمم المتحدة للبيئة.‏

وأمام الدول مهلة حتى شباط (فبراير) لتقدّم إلى الأمم المتحدة مراجعة ‏لأهدافها المناخية لعام 2035، والتي تسمى "المساهمات المحددة ‏وطنيا".‏

لكن اتفاق الحد الأدنى في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ ‏‏(كوب29) في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) قد يشكل ذريعة لتبرير ‏الطموحات الضعيفة. وقد حصلت البلدان النامية على تعهدات ‏مساعدات سنوية بقيمة 300 مليار دولار من البلدان الغنية بحلول ‏عام 2035، أي أقل من نصف طلباتها لتمويل تحولها في مجال ‏الطاقة وتكيفها مع الأضرار المناخية.‏

كما اختُتمت قمة باكو من دون التزام صريح بتسريع "الانتقال" نحو ‏الاستغناء عن الوقود الأحفوري، وهو أمر تمت الموافقة عليه في ‏مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب28) في دبي.‏

ويُتوقع أن تبلغ الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الكوارث الطبيعية ‏المرتبطة بالاحترار المناخي 310 مليارات دولار في جميع أنحاء ‏العالم خلال 2024، وفق تقديرات نشرتها الخميس مجموعة "سويس ‏ري" السويسرية لإعادة التأمين.‏

تقلص الغيوم؟ ‏
وفي عام 2023، ساهم تضافر ظاهرة ال نينيو الطبيعية مع الاحترار ‏العالمي الناجم عن النشاط البشري في دفع درجات الحرارة العالمية ‏إلى مستوى قياسي. فكيف يمكننا إذا تفسير الذروة الجديدة في عام ‏‏2024؟

يقول عالم المناخ روبير فوتار في اتصال مع وكالة فرانس برس إن ‏العام الذي يلي ظاهرة ال نينيو "يكون في كثير من الأحيان أكثر دفئا ‏من العام الأول"، وبعد ذروته في كانون الأول (ديسمبر) وكانون ‏الثاني (يناير) "تتوزع الحرارة على مدار العام".‏

ولكن في عام 2024، "صحيح أن التبريد بطيء للغاية وسيتعين ‏تحليل الأسباب"، وفق فوتار.‏

ويقول "في الوقت الحالي، لا نزال ضمن الهوامش المتوقعة نسبيا" ‏للتوقعات، ولكن إذا "لم تنخفض درجات الحرارة بشكل أكثر وضوحا ‏في عام 2025، فسيتعين علينا أن نطرح على أنفسنا أسئلة"، قبل ‏سفره للمشاركة في جلسة اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ ‏في كوالالمبور.‏

تشير دراسة نشرت نتائجها مجلة "ساينس" الخميس إلى أنه في عام ‏‏2023، أعادت الأرض كمية أقل من الطاقة الشمسية إلى الفضاء، ‏بسبب انخفاض السحب على ارتفاعات منخفضة، وبدرجة أقل، تقلص ‏كتل الجليد البحري.‏

وفي القارة القطبية الجنوبية، لا يزال حجم هذه الكتل عند مستويات ‏منخفضة تاريخيا بشكل مستمر منذ عام 2023، وفق مرصد ‏‏"كوبرنيكوس"، مع تسجيل مستوى ذوبان قياسي جديد لشهر تشرين ‏الثاني (نوفمبر).‏

 

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 12/11/2025 6:15:00 AM
قذائف المزّة والعمليتان اللتان لم يفصل بينهما شهر تحمل رسائل تحذيرية إلى الشرع وحكومته، والرسالة الأبرز مفادها أن القصر الرئاسي تحت مرمى الصواريخ.
المشرق-العربي 12/11/2025 2:25:00 AM
إنّها المرة الأولى التي تتهم المنظمة "حماس" وفصائل أخرى بارتكاب جرائم ضد الانسانية.
المشرق-العربي 12/11/2025 2:10:00 PM
شدد على ضرورة منح المحافظة حكماً ذاتياً داخلياً أو نوعاً من الإدارة الذاتية ضمن سوريا كوسيلة لحماية الأقليات وحقوقها.
اقتصاد وأعمال 12/11/2025 10:44:00 AM
تكمن أهمية هذا المشروع في أنه يحاول الموازنة بين 3 عوامل متناقضة: حاجات المودعين لاستعادة ودائعهم بالدولار الحقيقي، قدرة الدولة والمصارف على التمويل، وضبط الفجوة المالية الهائلة التي تستنزف الاقتصاد