كشفت الشابة سيرينا كيلي عن تفاصيل صادمة من طفولتها داخل طائفة "أبناء الله" المثيرة للجدل، مؤكدة أنها تزوجت وهي في الثالثة من عمرها من مؤسس الطائفة والواعظ ديفيد بيرغ، الذي كان يكبرها بخمسة وستين عاماً. وأضافت أن هذا الزواج لم يكن حالتها الوحيدة، إذ كانت واحدة من أربع زوجات طفلات لدى بيرغ.

قبل ولادتها، لم يكن لسيرينا أي فرصة لعيش حياة طبيعية، فقد وُلدت داخل بيئة طائفية متشددة، حيث اختار بيرغ شقيقتها الكبرى لتكون "ابنته المُختارة"، وعندما علم بحمل والدتها مجدداً قرر تبنّي سيرينا أيضاً.

ديفيد بيرغ (ذا صن)

تروي سيرينا أن الطائفة كانت تُعلّم أتباعها أن "الله هو الحب… والحب هو الجنس"، بغض النظر عن العمر أو العلاقة. وفي الثالثة من عمرها، ارتدت فستاناً أبيض اللون، وأُقيم احتفال رسمي جمعها ببيرغ، ضمن طقس اعتبره أتباع الطائفة شرفاً عظيماً.

تقول سيرينا إن بيرغ كان يطلب منها "قضاء وقت ممتع مع جدي"، في ما اعتبرته الباحثات حول الطائفة جزءاً من الانتهاكات المستمرة ضد الأطفال، وهو ما يسلط الضوء على حجم الاستغلال الجنسي والسلطة المطلقة التي مارسها مؤسس الطائفة على الصغار.

وأوضحت: "في الواقع، أهدتني أمي إلى بيرغ لأتزوجه".

سيرينا في طفولتها

نشأت سيرينا محاطة بالجنس، وتروي لموقع "قصص غير مفلترة" أن هذا كان "تكتيك بيرغ في التبرج".

وأضافت: "كانت النساء يُصوّرن فيديوهات تعرٍّ في المنزل. كانت هناك اجتماعاتٌ تُلهمهن، وكان لديهن أطفالٌ في سن 12 و13 و14 عاماً، وكانوا يرقصون ويخلعون ملابسهم، وكان الكبار يُهتفون. لقد تعرضتُ للكثير من ذلك في سن مبكرة جداً. كان الأمر مرعباً دوماً بالنسبة إلي لأنني كنتُ أعلم أنني سأضطر في مرحلة ما إلى فعل الأشياء نفسها".

ووفق التقرير الذي نشرته صحيفة "ذا صن"، قيل لسيرينا إنها ستُلزم بواجبات الزوجة لبيرغ عندما تبلغ السابعة من عمرها، ولكن حتى في طفولتها، استغلها.

قالت: "كان يريد أن يكون معي، وكان هذا بمثابة وقت احتضان مع الجد، وهو في جوهره إساءة معاملة للأطفال".

خاتم الزواج

قالت لموقع "كالتس تو كونشنس": "كان الأمر يقتصر على مداعبته وتحسسه في سريره، ولم يتجاوز ذلك إطلاقاً لأنني كنت في الثالثة من عمري لحسن الحظ".

قالت سيرينا إن زعيم الطائفة كان لديه ثلاثة أطفال آخرين "تزوجهم"، وكانت والدتها تُذكرها باستمرار بشرف اختيارها.

في الطائفة، انتشر الاعتداء الجنسي على نطاق واسع، حيث استغل البالغون الأولاد والبنات الذين يعيشون هناك.

تزعم أن فتيانا لا تتجاوز أعمارهم 12 عاما أُجبروا على ممارسة الجنس مع نساء في منتصف العمر من أعضاء الطائفة، وكان الأطفال يُجبرون على المشي عراة.

لاحقاً نقل بيرغ مجموعاته إلى أماكن أخرى حول العالم، بمن فيهم سيرينا.

كانت في البداية في أميركا، قبل أن تُنقل إلى اليابان بعيداً عن والديها.

تقول: "عشت مع اثنين من أعضاء الطائفة - رجل وامرأة - كانا يتحسسانني ويضربانني". في عام 1989، عندما كانت سيرينا في السادسة من عمرها فقط، نُقلت إلى البرازيل ولم ترَ زعيم الطائفة مرة أخرى، لكن محنتها لم تنتهِ بعد.

خضعت لـ"غسل دماغ" و لتدريبات عسكرية استعداداً لنهاية العالم.

في أوقات فراغها، كانت تُنظف نفسها أو تُرسل للتسول.

بعد خمس سنوات، توفي بيرغ، وتولت زوجته كارين زيربي المسؤولية.

على مدار السنوات التالية، نُقلت سيرينا إلى بلدان مختلفة في أميركا الوسطى والجنوبية.

الهروب
بحلول سن الثامنة عشرة، عادت إلى أميركا مع والدتها، لكن سيرينا أرادت الرحيل وترك الطائفة.

تواصلت مع أعضاء سابقين في الطائفة، فعرضوا عليها مكاناً للنوم والعمل، ثم قطعت اتصالاتها بوالدتها.

قالت: "كنت أحاول إيجاد طريقة لبناء حياة. كنت بحاجة لشراء سيارة، ومكان للعيش. لم أكن أعرف حتى ما هو الحساب المصرفي".

و تمكنت من بناء حياة جديدة والتحقت بجامعة في أوستن، تكساس، عام 2013، حيث درست الاتصالات المؤسسية، وتعمل الآن في شركة ألعاب.

بالحديث عن ماضيها، تقول إنها تحاول أن تنظر إلى الإيجابيات أكثر من السلبيات.

وقالت: "لا أستيقظ وأنا أفكر في كل الأشياء المروعة التي حدثت لي.
أستيقظ ممتنة جدًا لأنني أتحدث ثلاث لغات، وأنني زرت 42 دولة، وأنني عشت في 10 دول مدة طويلة، وأن لديّ رؤية عالمية رائعة. وأصبح لديّ تعاطف وتفهم أكبر بكثير للآخرين في مختلف المواقف والثقافات بفضل نشأتي.