كان عمدة نيويورك زهران ممداني واقفاً إلى جانب الرئيس دونالد ترامب، الرجل الذي وصفه مؤخرًا بالطاغية، عندما سألته إحدى المراسلات: "هل لا تزال تظن أن ترامب فاشي؟".
 

الرئيس الأميركي دونالد ترامب وعمدة نيويورك زهران ممداني في البيت الأبيض.(أ ف ب)

 

وما أن هم #عمدة_نيويورك المنتخب  بالرد، حتى قاطعة ترامب وهو ينظر إليه مبتسمًا، وقال: "لا بأس. يمكنك أن تقول 'نعم'. هذا أسهل من الشرح. لا أمانع.". وربت على ذراع ممداني بمرح.

كان ترامب جالساً  خلف مكتبه، يداه متشابكتان أمامه. ووقف ممداني بجانبه، في المكان الذي يقف فيه وزراء الحكومة أحيانًا، عندما يوقع ترامب على مشروع قانون، بجانب علبة أقلام عملاقة.

قال ترامب إنهما عقدا اجتماعًا رائعًا، مضيفاً: "لديه آراء غريبة بعض الشيء... لكن من يدري؟". وأوضح أنه هو نفسه قد غيّره المنصب الرفيع، مضيفاً: "أعتقد أنه سيُفاجئ بعض المحافظين، ولن يُفاجئ بعض الليبراليين، لأنهم يُحبونه أصلًا".

كان الصحافيون في حالة من الذهول. لقد وصفه ترامب بالشيوعي والمجنون. ألم يصفه ممداني بالطاغية؟ بالخائن لبلاده؟

أجاب ممداني بسلاسة: "أعتقد أن الرئيس ترامب وأنا واضحان جدًا بشأن مواقفنا وآرائنا".  

وعلق ترامب: "لقد وُصفتُ بأسوأ بكثير من الطاغية. هذا ليس مُهينًا لي".

كان الاجتماع بمثابة فرصة ذهبية في واشنطن. صوّره الرئيس ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي كمناسبة نادرة وغريبة: شيوعي في المكتب البيضوي. هذا ليس شيئًا نراه كل يوم.   

استقطبت زيارة ممداني للبيت الأبيض حشدًا من الصحافيين إلى الممر الخارجي. صرخ ستيفن تشيونغ، المتحدث باسم البيت الأبيض، على مواقع التواصل الاجتماعي: "فات الأوان يا رفاق!". "أنتم بطيئون جدًا". وكان ممداني قد دخل بالفعل.

يُقدّر ترامب دائمًا قدرة شخص ما على جذب حشد من الناس. قال وهو يبسط يديه: "لقد استحوذت الصحافة على هذا الأمر. لقد عقدتُ العديد من الاجتماعات مع رؤساء دول عديدة. لم يُعر أحدٌ اهتمامًا... لكنهم اهتموا بهذا الاجتماع."

وتساءل ترامب: "لماذا كل هذه الضجة؟ ...أعتقد أنه مختلف. أعتقد أنه مختلف عن أي شخص عادي آخر... لديه فرصة حقيقية لفعل شيء عظيم لنيويورك.".