هل انتهت طاقتك الاجتماعية؟ علامات نفادها وخطوات سريعة لإعادة الشحن

صحة وعلوم 27-11-2025 | 15:44

هل انتهت طاقتك الاجتماعية؟ علامات نفادها وخطوات سريعة لإعادة الشحن

هل شعرت يوماً بنفاد طاقتك الاجتماعية؟ إليك علامات الاستنزاف وخطوات سريعة لإعادة الشحن...
هل انتهت طاقتك الاجتماعية؟ علامات نفادها وخطوات سريعة لإعادة الشحن
مجموعة أشخاص وفوق كل واحد أيقونة بطارية تعكس طاقته الاجتماعية (أرشيفية)
Smaller Bigger

"لم أجرّب صوتي اليوم"... جملة مألوفة (بالنسبة لي على الأقل)، تعكس تلك اللحظات التي نختار فيها الصمت طوعاً، ونميل إلى الانعزال لتوفير طاقتنا. وسط الضحكات والثرثرة والازدحام الاجتماعي، ينفد مخزون طاقتنا فجأة. كل ما نريده هو العودة إلى المنزل والانغماس في متابعة "الريلز" على "إنستاغرام" بلا توقف، حتى تستنزفنا منصات التواصل بدورها.

 

ما هي الطاقة الاجتماعية؟

يمثل مفهوم البطارية الاجتماعية طريقة لفهم تأثير التواصل الاجتماعي على الأفراد. يختلف حجم هذه البطارية من شخص لآخر، وكذلك الأنشطة التي يفضّلها كل فرد لإعادة شحن طاقته.

 

في دردشة خاصة، تقول رانيا ( 34 عاماً): "أحياناً أشعر بأنني أستمتع بالتواصل وأستمد طاقة من الحوار الصادق والعميق، خصوصاً حين يكون بعيداً عن المجاملات. لكن في أوقات أخرى تستنزفني بعض المواقف بسرعة، مثل الاجتماعات الطويلة غير واضحة الهدف، أو التعامل مع أشخاص يصرون على الشكوى المستمرة، أو الدخول في نقاشات سطحية لا تقود إلى أي نتيجة".

 

 

ما الذي يستنزف طاقة الشخص الاجتماعية؟
يعتمد ما يستنزف طاقة الفرد على شخصيته وطريقة تعامله مع الآخرين. ووفقاً لموقع Medical News Today، قد لا يشعر الشخص المنفتح جداً بأن طاقته الاجتماعية تنضب على الإطلاق. أما بالنسبة لمن يجدون أن التواصل الاجتماعي يصبح مرهقاً في مرحلة ما، فهناك عوامل قد تسهم في ذلك:

 

  • الأشخاص الذين يتواصل معهم الفرد: قد يحتاج إلى طاقة أكبر للتفاعل مع بعض الأشخاص مقارنة بغيرهم. فمثلاً، يمكن أن يكون التعامل مع الزملاء في بيئة عمل ضاغطة أو التحدّث مع غرباء أكثر استنزافاً من قضاء الوقت مع الأصدقاء المقربين أو العائلة.
  • نوع التفاعلات: جودة التفاعل قد تجعل التجربة أكثر أو أقل إجهاداً. فالتواجد مع فرد من العائلة غير حساس أو غير ودود قد يكون أكثر إنهاكاً من الجلوس مع مجموعة من الأصدقاء الداعمين. يميل الناس عموماً إلى الشعور بارتياح أكبر في التفاعلات التي تقدّرهم وتحتويهم.
  • حجم المجموعة: تتطلب المجموعات الكبيرة تفاعلات أكثر وضوضاء أكبر وديناميكيات اجتماعية أعقد، ما يجعلها أكثر استنزافاً من اللقاءات الثنائية أو الصغيرة.
  • المدة: التواصل الاجتماعي لفترات طويلة يستهلك طاقة أكبر ويترك فرصاً أقل لإعادة الشحن. فقد يستمتع الشخص بحدثين قصيرين في اليوم نفسه مع وقت للراحة، لكنه يجد حدثاً يمتد لأسبوع مرهقاً للغاية.
  • الإجهاد المحيط بالحدث: بعض المناسبات تحمل عوامل ضغط إضافية غير التواصل الاجتماعي نفسه، مثل القلق من إلقاء خطاب أو تقديم عرض، أو حتى التوتر الناتج عن الوصول إلى مكان الحدث.


علامات نفاد الطاقة الاجتماعية
  • نفاد الصبر المفاجئ: تجد نفسك تتصرف بحدّة تجاه أشياء صغيرة، أو تقاطع الناس في منتصف الجملة.
  • الانسحاب: قد تكتفي بإجابات قصيرة بدلاً من المشاركة النشطة. وقد تتغير لغة جسدك أيضاً، مثل الجلوس بينما لا يزال الجميع واقفين.
  • الانفصال عن الواقع: يصبح البقاء حاضراً أمراً صعباً. تشرد، تتمنى أن تكون في مكان آخر، أو تتصفح هاتفك بشكل لا إرادي لتفقد تركيزك الذهني.


امرأة وصلت بطاريتها الاجتماعية للصفر (صورة مولّدة بالذكاء الاصطناعي)
امرأة وصلت بطاريتها الاجتماعية للصفر (صورة مولّدة بالذكاء الاصطناعي)

 

 

البطارية الاجتماعية لدى الانطوائيين مقابل المنفتحين

الانطوائية والانفتاحية هما مقياسان لكيفية استجابة الأفراد للمحفزات الخارجية، بما في ذلك التفاعل الاجتماعي.

يميل المنفتحون إلى التركيز على العالم الخارجي ويستمدون طاقتهم من التفاعلات الاجتماعية. أما الانطوائيون فيركزون أكثر على العوامل الداخلية وقد يجدون التفاعلات الاجتماعية مرهقة.

باستخدام مفهوم البطارية الاجتماعية، يتمتع المنفتحون ببطاريات أطول وقدرة أقل على تحمل قضاء الوقت بمفردهم. في المقابل، يتمتع الانطوائيون ببطاريات أقصر، لكنهم يجدون الأنشطة الفردية أو الهادئة مجددة للطاقة.

ومن المهم ملاحظة أن الانطوائيين لا يزالون يستمتعون بالتواصل الاجتماعي ويجدونه ممتعاً. حقيقة أن التفاعلات الاجتماعية تستنزف طاقتهم لا تشير إلى الخجل أو نقص المهارات الاجتماعية، بل تمثل نوعاً محدداً من المزاج.


كيف تطيل عمر بطاريتك الاجتماعية؟

في اللحظات التي لا يمكنك فيها مغادرة المكان فوراً (مثل وجودك في منتصف حفلة عيد ميلاد صديق مقرّب)، تذكر مجلة "سيلف" بعض الحيل التي تساعدك على استثمار ما تبقى من طاقتك الاجتماعية بأفضل شكل ممكن.

يمكن أن يفيدك تغيير المشهد أو الأجواء. فإذا كانت المحادثة الحالية تثير توترك، انتقل إلى المطبخ لملء كوبك من جديد، أو توجه إلى الفناء الخلفي لأخذ استراحة قصيرة. يمكنك أيضاً التحدث مع شخص جديد لإعادة شحن طاقتك.

أما على مستوى المشاركة، فيمكنك اللجوء إلى المشاركة السلبية: بدلاً من تحمّل عبء بدء الحديث، ركّز على أن تكون مستمعاً نشطاً. اطرح أسئلة متابعة، حافظ على التواصل البصري، وابتسم أو اضحك عند اللزوم. فهذه استراتيجيات تُظهر حضورك من دون أن تستهلك نفس القدر من الطاقة التي يتطلبها الدور النشط في الحوار.


 

مجموعة أشخاص وفوق كل واحد أيقونة بطارية تعكس طاقته الاجتماعية (أرشيفية)
مجموعة أشخاص وفوق كل واحد أيقونة بطارية تعكس طاقته الاجتماعية (أرشيفية)

 

كشفت رانيا د. لـ"النهار" أنها تلجأ عادةً إلى تخصيص وقت صامت تماماً بعد أي يوم اجتماعي مرهق. تقول إنها تمشي بمفردها في مكان هادئ ويفضَّل أن يكون في الهواء الطلق، وتبتعد عن الهاتف لفترة طويلة وتنشغل بالحرف اليدوية، كما تكتب يومياتها لتفريغ المشاعر والتوتر المتراكم. وبرأيي،  كل شخص يعرف مفاتيحه وما الأمور التي تريحه وتشعره بالتجدّد.

 

مثلما يحتاج هاتفك للشحن، يحتاج الإنسان إلى إعادة شحن طاقته الاجتماعية. الاعتراف بنفاد الطاقة أمر طبيعي، ومن حقنا الانعزال موقتاً لإعادة التوازن، لنعود لاحقاً بحيوية أكبر للتفاعل مع الآخرين.

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 12/8/2025 10:41:00 AM
فر الأسد من سوريا إلى روسيا قبل عام عندما سيطرت المعارضة بقيادة الرئيس الحالي الشرع على دمشق
المشرق-العربي 12/8/2025 5:03:00 PM
تُهدّد هذه الخطوة بمزيد من التفكك في اليمن.
النهار تتحقق 12/8/2025 10:43:00 AM
الصورة عتيقة، وألوانها باهتة. وبدا فيها الرئيس السوري المخلوع واقفا الى جانب لونا الشبل بفستان العرس. ماذا في التفاصيل؟ 
النهار تتحقق 12/8/2025 2:57:00 PM
الصورة حميمة، وزُعِم أنّها "مسرّبة من منزل ماهر الأسد"، شقيق الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد. ماذا وجدنا؟