في رحلتنا في الحياة، يتوقّف قطارنا في محطات عدّة قبل أن يصل إلى وجهته الأخيرة. ولكي نتمكّن من الاستمتاع بلحظة الوصول لا بدّ من أن نكون قد تخطينا مشقة الطريق ومطباتها، وتصالحنا مع علاقاتنا التي فشلت، حتى نعيش العلاقات الناجحة كما تستحق.

من منّا لم يمر بانفصال عن الحبيب، فقضى لياليَ مليئة بكلّ شيء إلا النوم. من منّا لم يقضِ ساعات في تعقب أخبار الحبيب السابق؟ حاورت "النهار" ديانا محمود، كاتبة، ومدرّبة تواصل إيجابي وعلاقات، فزوّدتنا بخمس خطوات لتجاوز الانفصال.

- لا تقاوم مشاعرك

تقول محمود: "الانفصال ليس فقط خسارة شخص بل خسارة حلم أو فكرة عشتها. وطبيعيّ أن تخلق هذه الخسارة شعوراً بالحزن أو الغضب أو حتى بالضياع". وتستشهد بغابور ماتيه، الذي يقول إن الألم العاطفي يجب ألا يُكبت، فعندما نهرب منه يستمرّ بملاحقتنا.

تضيف: "اسمح لنفسك أن تبكي، تكتب، تتكلّم، تعبّر عما في داخلك من دون أن تشعر بالذنب".

- ارسم حدوداً واضحة مع الشريك السابق

في مرحلة ما بعد الانفصال، الاستمرار بالتواصل أو التعلّق بالذكريات يجعلك تعيش في دوامة لا تنتهي، "فضروري أن ترسم حدوداً واضحة، مثل تقليل التواصل أو حتى قطعه بالكامل إذا كان هذا الأمر ضرورياً للتعافي. الحدود ليست قسوة، بل احترام لنفسك ولمساحتك العاطفية"، بحسب محمود.

- طوّر نفسك بدلاً من التركيز على الماضي

عوضاً عن التفكير بـ "لماذا حدث ذلك؟"، حاول أن تسأل نفسك: "كيف يمكن أن أستفيد من هذه التجربة لأكون أقوى؟". استثمر وقتك في تطوير هواياتك، وعملك، وصحتك الجسدية والعقلية، لأن التحوّل الحقيقي يبدأ عندما نركّز طاقتنا على نفسنا، وليس على الماضي.

 - لا تخف من الوحدة، لكن لا تعزل نفسك

تجعلك الوحدة تواجه نفسك، لكن العزلة الزائدة قد تزيد الحزن والتفكير المفرط. حاول أن تجد التوازن: خذ وقتك لوحدك، لكن أحِط نفسك بأناس داعمين يذكّرونك بقيمتك بعيداً عن علاقتك السابقة.

- تصالح مع فكرة أن أي نهاية هي بداية جديدة

كل نهاية فيها بداية خفيّة. حتى لو استصعبت أن ترى الإيجابية فوراً، فمع الوقت ستكتشف أنك تبني حياة جديدة يمكن أن تكون أنسب لك. التحرّر من علاقة انتهت ليس خسارة، بل فرصة لحقبة أجمل في حياتك.

أخيراً، تشدّد محمود على أن "التخطّي ليس فقط أن تنسى، بل هو أن تصل إلى مرحلة تكون فيها ممتناً للتجربة حتى لو كانت موجعة، فكلّ وجع هو معلّم إذا عرفنا كيف نفهمه".