تصريحات المبعوث الأميركي مارك سافايا لا تمثل الولايات المتحدة وسفارتها في بغداد؟ النهار تتحقق FactCheck
تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي خبراً يدّعي أن "وزارة الخارجية الأميركية أعلنت أنَّ تصريحات المبعوث الأميركي إلى العراق مارك سافايا لا تمثّل الموقف الأميركي أو سفارة واشنطن في بغداد، وتعبّر عن رأيه الشخصي". إلا أنَّ هذا الخبر مختلق، ولم تصدر الخارجية الأميركية إعلاناً مماثلاً. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
في الادّعاء المتداول، صورة لسافايا أرفقت بخبر جاء فيه (من دون تدخّل): "وزارة الخارجية الأميركية: التصريحات التي يدلي بها مارك سافايا لا تمثل موقف الولايات المتحدة ولا سفارتها في بغداد، ونؤكد أنها تعبر عن رأيه الشخصي فقط".

وقد تحقّقت "النّهار" من الادّعاء، واتّضح أنَّه غير صحيح:
1- لم نعثر على أي بيان مشابه تعلن فيه وزارة الخارجية الأميركية أنَّ تصريحات المبعوث سافايا لا تمثّل الولايات المتحدة. وتبيّن ذلك بعدما بحثنا في الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الأميركية وصفحاتها الرسمية، بالإضافة إلى موقعي البيت الأبيض والسفارة الأميركية في بغداد، واللذين لم يتضمّنا أي إشارة مماثلة.
2- خلال البحث، توصّلنا إلى مصدر إطلاق الادّعاء، وهو صفحة على فايسبوك تحمل اسم "USA & IRAQ TODAY". وظنّ مستخدمون إنَّها رسمية وتتبع للخارجية الأميركية، إلّا أنَّها صفحة عادية، ولم نجد ما يثبت ارتباطها رسمياً بالمؤسسات الأميركية.

وبعد مراجعة محتواها، كان واضحاً أنَّها صفحة أقرب إلى كونها إخبارية، مهتمّة بالشأن العراقي- الأميركي. وكان أول ظهور لها بتاريخ 3 يناير/كانون الثاني 2020، يوم أنشئت آنذاك ونشرت منشورها الأول، الذي كان إخبارياً أيضاً.

مواقف سافايا تثير الجدل
ويأتي تداول هذا الخبر الزائف، في وقت تستمر مواقف سافايا في إثارة الجدل، منذ تعيينه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مبعوثاً خاصاً للولايات المتحدة إلى العراق. وكثّف أخيراً هجومه على الميليشيات المسلحة المدعومة إيرانياً، والتدخل الإيراني في تشكيل الحكومة العراقية الجديدة بعد الانتخابات الأخيرة، وهو ما اعتبره الإطار التنسيقي الشيعي "تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية".
ونشر سافايا، خلال الفترة الماضية، منشورات بعبارات حادة ركّز فيها على رفض نشاط الجماعات المسلحة، قائلاً إنَّ "مصالح الشعب العراقي والمنطقة تعتمد على عراق كامل السيادة، خالٍ من التدخّل الخارجي الخبيث، بما فيه من إيران ووكلائها".
وأكّد في منشور آخر أنَّ العالم ينظر إلى العراق كدولة قادرة على لعب دور أكبر وأكثر تأثيراً في المنطقة، شريطة أن يتم حل قضية السلاح الخارج عن سيطرة الدولة بشكل كامل، وحماية هيبة المؤسسات الرسمية. وأوضح أنَّ الولايات المتحدة "لن تقبل أو تسمح بأي تدخل خارجي في تشكيل الحكومة العراقية الجديدة".
من جهته، قال زعيم ميليشيات النجباء أكرم الكعبي، في منشور ردّاً على تصريحات سافايا، إنَّ "هذا الخائن لبلده والمرتمي في أحضان محتليه، جاء مستهتراً ومستهيناً بسيادة العراق، مشمراً عن ذراعيه لسرقة خيرات بلده ووضعها في يد سيده الأحمق الأميركي. ورغم كل هذه التصريحات والتدخلات السافرة، نستغرب المواقف الخجولة والساكتة أمام هذا التدخل السافر بالشأن العراقي الداخلي".
وهدّد الكعبي قائلاً: "اعلموا إذا لم تسكتوه، فإنَّ المقاومة الإسلامية ستلقمه حجراً في فمه وترجعه لأسياده الذين استعبدوه، فخان بلده ولم يكن له وفياً، بل ناكراً وجاحداً".
كذلك، استنكر رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية التابع لمنظمة "بدر" كريم المحمداوي، تصريحات سافايا، وعدّها "تدخلاً سافراً وغير مقبول في الشؤون الداخلية للعراق"، واصفاً تصريحاته بأنَّها "لغة تستخف بسيادة الدولة، لا تنسجم مع طبيعة العلاقات التي يفترض أن تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل".
ودعا وزارة الخارجية العراقية إلى "اتخاذ الإجراءات المناسبة تجاه هذه التصريحات، واستدعاء السفير الأميركي لإبلاغه الرفض العراقي الواضح لهذه الأساليب غير المسؤولة، والتأكيد أن العراق لا يقبل أي وصاية أو تدخل، ولا يسمح بالتشكيك في مؤسساته أو إرادة شعبه".
نبض