تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي خبراً يدّعي إنهاء مهمة مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى العراق مارك سافايا. إلا أنَّ هذا الخبر خاطئ، ونفى سافايا صحّته، مؤكداً انه يتطلع الى زيارة العراق قريباً. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم

في الادّعاء المتداول، صورة تجمع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، والمبعوث الأميركي مارك سافايا. وأرفقت بخبر: "بعد فيديو سيلفي وبيان وتغريدتين... أنباء عن إنهاء مهمة مبعوث ترامب الى العراق مارك سافايا".

كذلك، علّقت حسابات (من دون تدخّل): "تداولت الأوساط السياسية والإعلامية، خلال الساعات الماضية، أنباءً عن احتمال إنهاء مهمة سافايا، بعد سلسلة مواقف وبيانات وتغريدات كثّف فيها رسائله تجاه الداخل العراقي، خصوصاً في ملفات السلاح والسيادة والإصلاح والدعم الأميركي".

الخبر الخاطئ المتناقل (فايسبوك)

وقد تحقّقت "النّهار" من صحّة الادّعاء، واتّضح أنَّه غير صحيح:

1- بحثنا في المصادر الأميركية الرسمية، ووسائل الإعلام الأميركية والدولية والعراقية، والتقارير التي تحدّثت عن سافايا، وتبيّن أنَّه ليس هناك أي مصدر يوثق خبراً أو توجهاً أميركياً مماثلاً بشأن إنهاء مهام سافايا.

2- شارك سافايا، عبر خاصية "القصة" في حسابه بإنستغرام، تقريراً صحافياً أعدته مؤسسة "كوردستان24" الإعلامية، جاء فيه نفي للأنباء المتداولة، نقلا عن مصدر رفيع المستوى في البيت الأبيض، أكّد أنَّ تلك الأخبار "غير صحيحة ولا تستند إلى أي معطيات"

لقطة شاشة لمنشور سافايا (إنستغرام)

3- نشر سافايا، أمس الجمعة، بياناً في حسابه الرسمي على إكس، قال فيه إنَّه يتطلع إلى زيارة العراق قريباً والاجتماع بقادة رئيسيين فيه.

لقطة شاشة لمنشور سافايا (إكس)

وأضاف: "العراق أحرز تقدّماً ملحوظاً خلال السنوات الثلاث الماضية، ونأمل أن يستمر هذا التقدّم في الأشهر المقبلة. في الوقت نفسه، نتابع باهتمام عملية تشكيل الحكومة الجديدة. وليكن واضحاً أنَّ الولايات المتحدة لن تقبل أو تسمح بأي تدخل خارجي في تشكيل الحكومة العراقية الجديدة".

وهذا ما يدل على استمرار سافايا في جدولة مهامه في العراق، على أن تبداً فعلياً في وقت قريب.

بيئة خصبة لانتشار الشائعات

ويأتي تداول هذا الخبر الخاطئ، في ظل أجواء سياسية شديدة الحساسية، تتزامن مع بدء سريان مفاوضات تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، وتصاعد الجدل العام بشأن النفوذ الخارجي ودور الولايات المتحدة في المرحلة المقبلة.

وخلق هذا المناخ المشحون بيئة خصبة لانتشار الشائعات بهدف التأثير في الانطباعات العامة بشأن مواقف واشنطن وتحركات مبعوثها الجديد، خصوصاً بعد بيانات وتصريحات لسافايا شدّد فيها على رفض التدخلات الخارجية، وسلاح الميليشيات، ودعم المسار السيادي العراقي.

وساهم نشاطه الإعلامي المكثّف، خلال الأيام الماضية، وتداول مقاطع وتصريحات له، خصوصاً الفيديو الذي جمعه برئيس الوزراء العراقي- في دفع بعض الصفحات إلى استغلال الزخم ومحاولة صناعة روايات مضلّلة توحي بتغيير مفاجئ في الموقف الأميركي أو بوجود ضغط سياسي أدى إلى إنهاء مهمة سافايا، الأمر الذي أثار تفاعلاً واسعاً قبل النفي.