الجيشان المصري والسوداني يتعاونان في الحرب ضد قوات الدعم السريع؟ النهار تتحقق FactCheck
انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو بمزاعم انه يظهر "جنودا مصريين وسودانيين يحاربون جنبا الى جنب قوات الدعم السريع" في السودان. الا ان هذا الزعم غير صحيح. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
يظهر الفيديو جنودا تحركوا بمعداتهم العسكرية. وارفقته حسابات بتعليق (من دون تدخل): "الفيديو الحقيقي- دخول الجيش المصري للاشتراك مع الجيش السوداني ضد الدعم السريع".

حقيقة الفيديو
ولكن بعد تفكيك الفيديو إلى صور، عبر أداة InVid، قاد البحث العكسي إلى أن التعليق المرفق به غير صحيح.
فقد ظهر وسم هاشتاج #حماة_النيل داخل الفيديو، وهي مناورة عسكرية مصرية- سودانية نظمت في السودان من 26 ايار 2021 الى 31 منه. كذلك، ظهر في أسفل الفيديو شعار آخر بالأخضر: الإعلام العسكري شعبة التلفزيون.
وانطلاقا من هذا، تم التوصل إلى الفيديو الأصلي منشورا في صفحة القوات المسلحة السودانية في الفايسبوك، في 1 حزيران/يونيو 2021، بعنوان: "جانب من المشروع التدريبي المُشترك ، #حُماة_النيل". ويظهر المقطع المتداول ابتداء من التوقيت 0.08.

وكانت صفحة المتحدث العسكري المصري في الفايسبوك نشرت خبرا، في 22 ايار/مايو 2021، أعلن "وصول عناصر من القوات المصرية الى السودان، للمشاركة في التدريب المشترك حماة النيل، والذي تشارك فيه عناصر من القوات البرية والبحرية والجوية في كلا الدولتين، بهدف تأكيد مستوى جاهزية هذه القوات المشتركة واستعدادها وزيادة خبراتها التدريبية، استكمالاً لسلسلة التدريبات السابقة نسور النيل-1، نسور النيل- 2 .
ورحّب مدير إدارة التدريب بهيئة الأركان السودانية اللواء الركن مالك الطيب بالقوات المصرية المشاركة. وأشاد بما تتسم به القوات المصرية من كفاءة وجاهزية عالية وخبرات تدريبية وقتالية متميزة، مؤكداً أن التدريب يهدف إلى تبادل الخبرات وتعزيز سبل التعاون العسكري بين البلدين.

وفي 1 حزيران، نشرت وزارة الدفاع المصرية، في حسابها بيوتيوب، تقريرا مصورا عن انتهاء التدريب المشترك المصري السوداني "حماة النيل".
وقالت الوزارة إن رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الفريق محمد فريد حضر، مع رئيس هيئة الأركان السودانية المشتركة الفريق أول محمد عثمان الحسين، المرحلة الرئيسية للتدريب المشترك "حماة النيل".
وذكرت ان المرحلة الرئيسية بدأت بتنفيذ عناصر المظلات "قفزة الأشقاء" المشتركة بأعلام مصر والسودان... ونفذت طائرات الهليكوبتر متعددة الطرازات عمليات إبرار مشتركة للقوات الخاصة لكلا الجانبين للإغارة على أهداف معادية وتنفيذ عملية بحث وإنقاذ".
واختتمت المرحلة الرئيسية باكتشاف هدف جوي معاد تم التعامل معه وإصابته بأنظمة الدفاع الجوي الحديثة والمتطورة.
وفي توقيت متزامن، نفذت القوات البحرية لكلا البلدين أنشطة بحرية عدة للقوات الخاصة، تضمنت رمايات غير نمطية وإغارة على بعض الأهداف الحيوية.
وافادت القوات المسلحة السودانية، في بيان نشرته في صفحتها بالفايسبوك في 31 أيار/مايو 2021، بأن القوات المشتركة قدمت تمثيلا حيا لمعركة مفترضة لتأمين الحدود وتدمير قدرات العدو، باستخدام عناصر من القوات البرية متمثلة في القوات المحمولة جوا، والقوات الخاصة والمهندسين والاشارة، ومن الاشقاء الصاعقة والمظلات، بالإضافة للقوات الجوية وقوات الدفاع الجوي من الجيشين.
وقالت إن هذا التمرين السوداني- المصري المشترك "تجربة وصفها الخبراء بالنجاح وتحقيق الأهداف التي أعلنت سابقا". واشارت الى أن الجيشين المصري والسوداني نفذا تمارين مشتركة عدة في فترات سابقة خلال تمرين نسور النيل الجوي (1 ) و (2) بمروي، وتمرين سيف العرب (2) بالإسكندرية.
ترامب يتعهد إنهاء "الفظائع" في السودان بطلب من ولي العهد السعودي
وجاء تداول الفيديو بالمزاعم الخاطئة في وقت قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، إنه سيعمل على إنهاء "الفظائع المروعة" في السودان، بعدما طلب منه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المساعدة في وقف الحرب، على ما ذكرت وكالة "فرانس برس".منذ اندلاعها في نيسان/أبريل 2023، خلّفت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عشرات آلاف القتلى وتسبّبت بنزوح نحو 12 مليون شخص.
وأوضح ترامب خلال مشاركته في منتدى أميركي-سعودي للأعمال أن "سمو الأمير يريد مني القيام بشيء حاسم يتعلق بالسودان". وقال: "لم يكن السودان ضمن الملفات التي أنوي الانخراط فيها، وكنت أعتقد أن الوضع هناك تعمه الفوضى وخارج عن السيطرة".
وتابع: "لكنني أرى مدى أهميته بالنسبة إليكم ولعدد كبير من أصدقائكم في القاعة. سنبدأ العمل على ملف السودان".
وكتب الجمهوري البالغ 79 عاما على موقعه للتواصل الاجتماعي تروث سوشل إنه سيستخدم "نفوذ الرئاسة لوقف الحرب على الفور".
وفي وقت لاحق الأربعاء، أكد قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان استعداده للتعاون مع الولايات المتحدة والسعودية لتحقيق السلام. وقال مجلس السيادة الذي يترأسه البرهان في بيان إن الحكومة السودانية "تؤكد استعدادها للانخراط الجاد معهم من أجل تحقيق السلام"، مرحبا بالجهود السعودية والأميركية "من أجل إيقاف نزيف الدم السوداني".
وكتب البرهان عبر منصة إكس: "شكرا سمو الأمير محمد بن سلمان، شكرا الرئيس دونالد ترامب".
الخلاصة: الفيديو المتداول لا علاقة له بالتطورات العسكرية في السودان. فهو قديم، اذ يعود إلى 1 حزيران/ يونيو 2021، ويصوّر التدريب العسكري المصري- السوداني المشترك "حماة النيل".
نبض