هل ما نشهده اليوم مجرد تصحيح… أم بداية مرحلة مختلفة للمعادن؟

اقتصاد وأعمال 30-12-2025 | 15:02

هل ما نشهده اليوم مجرد تصحيح… أم بداية مرحلة مختلفة للمعادن؟

لماذا تصحّح الأسعار رغم قوة الطلب؟
هل ما نشهده اليوم مجرد تصحيح… أم بداية مرحلة مختلفة للمعادن؟
سبيكة ذهب (وكالات)
Smaller Bigger
في الظاهر، تبدو حركة الذهب والفضة الأخيرة وكأنها مجرد تصحيح طبيعي بعد صعود قوي، لكن القراءة الأعمق للسوق تشير إلى أن ما يجري قد يكون أبعد من ذلك بكثير. فالتراجع الذي شهدته الأسعار لا يعكس ضعفاً في الأساسيات بقدر ما يعكس إعادة تموضع قبل مرحلة جديدة، خصوصاً مع اقتراب عام 2026 الذي بدأت الأسواق فعلياً في تسعيره من الآن.

لماذا تصحّح الأسعار رغم قوة الطلب؟
الذهب بلغ مستويات تاريخية قرب 4550 دولاراً للأونصة قبل أن يتراجع بنحو 250 دولاراً، بينما شهدت الفضة هبوطاً حادًا هو الأكبر منذ سنوات. لكن هذا التراجع لا يعكس انهياراً، بل سلوكاً تقنياً طبيعياً بعد موجة صعود سريعة. الأسواق بطبيعتها لا تتحرك بخط مستقيم، وغالباً ما تحتاج إلى فترات تهدئة لإعادة بناء الزخم، خاصة بعد دخول سيولة مضاربية كبيرة وارتفاع المراكز ذات الرافعة المالية.

هل الصورة الفنية سلبية؟
على العكس تماماً. فنياً، ما يحدث يُصنَّف كـ“تصحيح داخل اتجاه صاعد”. الذهب لا يزال يتحرك فوق مناطق دعم رئيسية، والفضة رغم عنف تراجعها، ما زالت تحافظ على مسارها الصاعد على المدى المتوسط. هذا النوع من الحركات غالباً ما يكون مقدمة لموجة جديدة، لا نهاية لها.

لماذا تتجه الأنظار إلى 2026 تحديداً؟
الأسواق لا تنتظر وقوع الأحداث، بل تُسعّرها مسبقاً. وما نراه اليوم يعكس استعداداً مبكراً لمرحلة يُتوقع أن تشهد:
استمرار خفض الفائدة عالمياً
ضغوطاً متزايدة على العملات
توسعاً في الديون الحكومية
تراجع الثقة بالأصول الورقية
في مثل هذا المناخ، تعود المعادن الثمينة إلى دورها التاريخي كأداة حفظ قيمة، لا كمجرد أداة مضاربة.

الذهب بلغ مستويات تاريخية قرب 4550 دولاراً (ذكاء اصطناعي)
الذهب بلغ مستويات تاريخية قرب 4550 دولاراً (ذكاء اصطناعي)



لماذا الفضة بالتحديد تحت المجهر؟
الفضة لم تعد مجرد معدن ثمين، بل أصبحت أصلاً استراتيجياً يجمع بين الاستثمار والصناعة. الطلب الصناعي المتزايد، خاصة في الطاقة والتكنولوجيا، يتزامن مع نقص واضح في المعروض. في الوقت نفسه، تقوم صناديق استثمار ومؤسسات مالية بشراء الفضة الفعلية وتخزينها، ما يقلّص الكميات المتاحة في السوق ويرفع الحساسية لأي طلب إضافي.

ما دور الصين والمؤسسات الكبرى في هذا المشهد؟
الصين لعبت دوراً محورياً في رفع وتيرة الطلب، سواء عبر المستثمرين الأفراد أو المؤسسات، وهو ما انعكس في ارتفاع العلاوات السعرية وتدخل الصناديق للحد من تدفقات الاستثمار. بالتوازي، قامت صناديق ETF في نيويورك ولندن بسحب كميات كبيرة من الفضة الفعلية، ما أدى إلى تراجع المخزونات بوتيرة أسرع من قدرة السوق على التعويض.

هل هذا يعني أن الأسعار ستواصل الصعود؟
ليس بالضرورة مباشرةً أو خطياً، لكن المعطيات تشير إلى أن أي تراجع قد يكون مؤقتاً. فالمعادلة الحالية واضحة: طلب قوي + معروضاً محدوداً + بيئة نقدية داعمة = ضغطاً صعودياً مستمراً على المدى المتوسط والطويل.

الخلاصة: ماذا نقرأ بين السطور؟
ما يحدث اليوم ليس ضجيج أسواق، بل إعادة تسعير هادئة لقيمة المعادن في عالم يتغير بسرعة. التصحيحات الحالية لا تعني نهاية الاتجاه، بل إعادة تموضع قبل مرحلة جديدة قد تتضح ملامحها بالكامل مع اقتراب 2026.
الذهب يثبت نفسه كمرساة استقرار، والفضة تتقدم بخطى ثابتة نحو دور أكبر من مجرد “معدن تابع”. وبين الاثنين، يبدو أن السوق يرسل رسالة واحدة واضحة:

المرحلة القادمة ليست مرحلة مضاربة… بل مرحلة إعادة تعريف للقيمة.
العلامات الدالة

الأكثر قراءة

العالم العربي 12/29/2025 6:20:00 PM
القادة هم: أبو عبيدة ومحمد السنوار ومحمد شبانة ورائد سعد وأبو عمر السوري.
اقتصاد وأعمال 12/29/2025 5:34:00 AM
"بات من مصلحة المكلفين التصريح عن مداخيلهم وتسديد الضرائب ضمن المهل القانونية، تفاديا لرفع السرية المصرفية عن حساباتهم"
النهار تتحقق 12/27/2025 11:17:00 AM
لحظة إنقاذ في الحرم المكي استثنائية، "بطولية" في وصف مستخدمين. ماذا عرفنا عن هذه الصورة؟ 
لبنان 12/29/2025 12:37:00 PM
سمير جعجع دعا إلى عدم التصويت لمحور الممانعة أو "التيار الوطني الحر"