تتسارع المشاورات داخل الإدارة الأميركية لاختيار رئيس جديد لمجلس الاحتياطي الفيديرالي خلفاً لجيروم باول، في خطوة من المتوقع أن تؤثر بشكل كبير على مسار السياسة النقدية خلال الأعوام المقبلة. وتشير المعطيات المتداولة إلى تقدّم واضح لمدير المجلس الاقتصادي الوطني السابق كيفن هاست، وسط تفاعل ملحوظ في أسواق السندات.

جولة مقابلات متقدمة وتضييق دائرة المنافسة
أعلن وزير الخزانة الأميركي سكوت باسنت أنه أنهى الجولة الثانية من المقابلات مع المرشّحين، بعد تقليص القائمة الأولية من 12 شخصاً إلى خمسة أسماء: كيفن هاست، كيفن وورش، كريستوفر وولر، ميشيل بومان وريك ريدر.

وفق مصادر مطلعة، يحظى هاست بدعم كبير من مستشاري الرئيس دونالد ترامب، ما يعزز حظوظه في المرحلة النهائية من عملية الاختيار.

الفيدرالي الأميركي (وكالات)

رؤية نقدية منسجمة مع توجهات ترامب
يتقدم هاست في السباق بسبب مواقفه المتشددة تجاه أداء الفيديرالي خلال الفترة الماضية. فقد شدد الأسبوع الماضي على ضرورة خفض معدلات الفائدة فوراً وبشكل واسع، منتقداً البنك المركزي لفقدانه السيطرة على التضخم. ويُنظر إليه كشخص قادر على إعادة تشكيل السياسة النقدية باتجاه مزيد من التيسير، بما يتماشى مع النهج الذي دعا إليه ترامب خلال ولايته.

أسواق السندات تتفاعل مع التوقعات
دفعت التوقعات المتعلقة بتولّي هاست الرئاسة المستثمرين إلى إعادة تسعير مسار الفائدة، ما أدى إلى ارتفاع أسعار سندات الخزانة وانخفاض العائد على سندات العشر سنوات إلى أقلّ من 4% للمرة الأولى منذ الصيف الماضي. ويعكس هذا الرهان احتمال انتقال الفيديرالي إلى مرحلة أكثر مرونة إذا تولّى هاست رئاسة المجلس.

علاقة معقدة بين الإدارة الأميركية والفيديرالي
وكانت العلاقة بين ترامب والفيديرالي محور جدل واسع خلال السنوات الماضية، إذ انتقد الرئيس  مراراً قرارات جيروم باول، واتهم البنك المركزي بالتباطؤ في خفض تكاليف الاقتراض، بل ألمح في مراحل سابقة إلى إمكان إقالة بعض أعضاء المجلس، ما أثار نقاشاً حول حدود استقلالية المؤسسة النقدية.

استقلالية البنك المركزي في واجهة النقاش
يشدد اقتصاديون على أن الحفاظ على استقلالية الاحتياطي الفيديرالي عنصر أساسي لضمان استقرار الأسعار والحد من التضخم. ومع ذلك، يبقى للرئيس الأميركي تأثير غير مباشر عبر تعيين رئيس المجلس، ما يجعل الاختيار المرتقب ذا أهمية خاصة في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة.

ترقب واسع قبل القرار النهائي
رغم تصاعد التوقعات، أكدت مصادر في البيت الأبيض أن قرار الرئيس لم يُحسم بعد، وأن أي تغيير محتمل في توجه السياسة النقدية سيعتمد مباشرة على هوية الرئيس الجديد. وفي انتظار الإعلان الرسمي، تواصل الأسواق تسعير احتمالات انتقال الفيديرالي إلى مرحلة أكثر تيسيراً خلال الفترة المقبلة.

* خالد الخطيب، محلل الأسواق في EasyMarkets