أحد أنجح أفلام 2025 تجارياً... موجة احتيال إلكتروني تستغلّ عرض "أفاتار 3"
تزامناً مع انطلاق العرض الأول لفيلم "أفاتار 2" في عدد من الدول، سجّل الاهتمام العالمي بالعمل السينمائي الجديد ارتفاعاً ملحوظاً على شبكة الإنترنت. غير أنّ هذا الزخم لم يقتصر على محركات البحث ومنصات التواصل، بل استُغلّ لإطلاق عمليات احتيال إلكتروني تستهدف جمهور الفيلم.
بحسب رصد خبراء "كاسبرسكي" المتخصصة في مجال الأمن السيبراني، شهدت الفترة الأخيرة زيادة واضحة في المواقع الاحتيالية التي تزعم إتاحة مشاهدة الفيلم عبر الإنترنت. وتُظهر طبيعة هذه الحملات أنّها لا تركز على منطقة جغرافية بعينها، بل تستهدف مستخدمين من بلدان متعدّدة، في محاولة للوصول إلى جمهور عالمي واسع.
كيف يتمّ الاحتيال الإلكتروني؟
تعتمد آلية الاحتيال على إنشاء مواقع إلكترونية مشبوهة تحمل تصاميم جذابة وتدّعي توفير بث مباشر أو مشاهدة "حصرية" للفيلم. ويحرص القائمون عليها على نشر نسخ بلغات مختلفة، إلا أنّ ضعف الترجمة، وكثرة الأخطاء اللغوية، وعدم اتساق المحتوى، تبقى مؤشرات واضحة على الطابع الاحتيالي لهذه الصفحات.

وعند محاولة تشغيل الفيلم، يُفاجأ المستخدم بمشغّل وسائط مزيّف ورسالة تطلب منه التسجيل للحصول على وصول "كامل" أو "غير محدود". وتشمل خطوات التسجيل طلب بيانات شخصية، مثل البريد الإلكتروني ورقم الهاتف المحمول. وفي مراحل لاحقة، قد يُطلب من الضحية إدخال معلومات إضافية، من بينها بيانات الدفع، بحجة تفعيل "فترة تجريبية مجانية".
وتكمن خطورة هذه الممارسات في تعريض المستخدمين لسرقة بيانات تسجيل الدخول، خصوصاً في حال استخدام كلمات مرور متشابهة عبر منصات متعددة، إضافة إلى احتمال تكبّد خسائر مالية مباشرة نتيجة إساءة استخدام بيانات الدفع.
طُعم لجذب المستخدمين
في السياق، حذّرت كبيرة محللي محتوى الويب لدى "كاسبرسكي" أولغا ألتوخوفا من أنّ "المجرمين السيبرانيين يستغلون العروض الأولى للأفلام ذات الشعبية الكبيرة كطُعم لجذب المستخدمين وتنفيذ عمليات الاحتيال"، مؤكّدة أهمية الالتزام بالمنصات الرسمية عند مشاهدة الأفلام، وتوخي الحذر من أيّ موقع يطلب معلومات شخصية أو مالية، إلى جانب استخدام حلول أمنية موثوقة على مختلف الأجهزة، بما فيها الهواتف المحمولة.

ولتقليل مخاطر الوقوع ضحية لمثل هذه الحملات، يوصي خبراء الأمن السيبراني بالتحقق من صدقية المواقع الإلكترونية قبل إدخال أي بيانات، والاقتصار على منصات البث الرسمية والمعروفة. كما يُنصح بتفعيل المصادقة متعددة العوامل، ومراقبة الحسابات المالية بشكل دوري لرصد أي نشاط غير مصرح به.
"أفاتار 3" أحد أنجح أفلام 2025 تجارياً
يُعدّ "أفاتار: النار والرماد" للمخرج جيمس كاميرون، واحداً من أبرز النجاحات التجارية خلال موسم عيدَي الميلاد ورأس السنة لعام 2025. فقد افتتح عروضه عالمياً بإيرادات قُدّرت بنحو 347 مليون دولار في عطلة نهاية الأسبوع الأولى، من بينها انطلاقة قوية في السوق الأميركية والكندية بنحو 88 إلى 89 مليون دولار.
وبحلول أواخر كانون الأول/ديسمبر 2025، بلغت إيرادات الفيلم العالمية ما بين 760 و762 مليون دولار، منها قرابة 217 مليون دولار في السوق المحلية، ونحو 544 إلى 545 مليون دولار في الأسواق الدولية. ويعكس هذا الأداء إقبالاً عالمياً واسعاً، لا سيما عبر صيغ العرض المميّزة مثل 4DX وScreenX، التي ساهمت في رفع متوسط العائدات لكل شاشة في عدد من الأسواق الرئيسية.

ورغم أن "أفاتار 3" يأتي دون مستوى سلفه من حيث إجمالي الإيرادات وأرقام الافتتاح، فإنّ مساره العالمي القوي، والمدعوم بزخم دولي متواصل وجاذبية صيغ العرض المميّزة، يرسّخه كأحد أكثر أفلام 2025 تأثيراً من الناحية التجارية.
في السياق الأوسع لصناعة السينما، ساهم نجاح الفيلم في تجاوز شركة ديزني عتبة 6 مليارات دولار من الإيرادات العالمية في شباك التذاكر خلال عام 2025، مؤكداً دوره المحوري كمحرّك رئيسي للأداء السينمائي في عام اتّسم بقوة نتائج الاستوديوات الكبرى.
نبض