بيرلا حمود... موهبة تعيد ترتيب الفوضى على الورق

ثقافة 20-11-2025 | 12:01

بيرلا حمود... موهبة تعيد ترتيب الفوضى على الورق

ترسم بيرلا لتفهم العالم بطريقتها الخاصة، أو ربما لتلمّ شتات الطفولة في منطقة أنهكتها الحروب.
بيرلا حمود... موهبة تعيد ترتيب الفوضى على الورق
بيرلا والفنان حسين فهمي
Smaller Bigger

بيرلا حمود، فتاة لبنانية لم تتجاوز السادسة عشرة، ترسم كأن عمرها أوسع من سنواتها. في لوحاتها وجوهٌ تراقب بصمت، ونمورٌ تلمّح إلى قوة تحاول اكتشافها، وحماماتٌ جريحة تبحث عن جناحٍ إضافي، وشظايا متناثرة كأنها بقايا مشاهد عالقة في الذاكرة. ترسم بيرلا لتفهم العالم بطريقتها الخاصة، أو ربما لتلمّ شتات الطفولة في منطقة أنهكتها الحروب.

 

بدأت حكاية بيرلا وهي في الخامسة. أمسكت الريشة للمرة الأولى، ولم تتركها منذ ذلك الحين. كأن الرسم كان قدرا خفياً يسحبها من يدها. وحين كبرت قليلاً، وجدت نفسها أمام مسؤولية جميلة: رسم غلاف قصة "يامن وسرّ الكنز" والرسوم الداخلية أيضاً. اختارت الشخصيات والمشاهد بعد قراءة القصة كلمةً كلمة، كما لو أنها تدخل مغامرة يامن بنفسها، تبحث معه عن الكنز، وترسم الخطة التي خبّأها في جيب سيلين.


 

من بيروت إلى القاهرة

لم يكن مهرجان القاهرة السينمائي مجرد زيارة بالنسبة لبيرلا. رافقت والدتها هبة خياط حمود إلى الفعالية، وحملت معها الكتاب الذي ألّفته نيرمين الخنسا وتولّت هي بنفسها رسمه. قدّمته كإهداء رمزي للعالم، كأنها تقول: هذا جيل يعرف أن الثقافة جمال وحماية، وليس رفاهية.

 

بيرلا حمود
بيرلا حمود

 

لكن اللحظة الأجمل كانت حين التقت رئيس المهرجان، النجم حسين فهمي. نظرت إليه بخجل طفلةٍ تعرف قيمة من يقف أمامها، وقدّمت له لوحة رسمتها خصيصاً. تفاجأ حسين فهمي بموهبتها، وأثنى عليها بحرارة. قالت له بيرلا إنها تحترمه كثيراً، فيما ردّ هو بكلمات جعلتها تتمسّك أكثر بموهبتها. كان اللقاء قصيراً، لكنه كان كلمسة تربّت على قلبها الصغير وتقول له: أكمّلي… طريقك طويل وجميل.

 

 

النمر… والحمامة الجريحة

بيرلا الصغيرة ترسم الحيوانات، لكنّ اختياراتها لم تأت مصادفة. ترسم النمر، رمز القوّة، لكنها تراه أيضاً مرآة لامرأة تنكسر ثم تقف. وترسم الحمامة الجريحة، ربما لأنها تشبه بلدها.
وترسم التشظّي، كأنها تحاول أن تفهم لماذا يكبر الحزن أسرع من الطفولة في هذه المنطقة من العالم.

 

هل أورثنا أطفالنا هذا الحزن في الصور؟ سؤال يطرحه كل من يرى أعمال بيرلا. فهل يحق لطفلة بهذا العمر أن تعرف لغة الشظايا؟ أم أننا، من دون انتباه، نمرّر لهم خوفنا وإرث قلقنا؟

 



 



بيرلا… بداية الحكاية فقط

بيرلا حمود ليست مجرد طفلة تحب الرسم. إنها حكاية جيل جديد يعرف أن الفن ليس ترفاً، وأن الصورة ليست لعبة. جيلٌ يرى في الألوان وسيلة لفهم العالم، وفي الثقافة طريقاً إلى الخلاص.

 

 

من بيروت إلى القاهرة، تحمل بيرلا ريشة خفيفة، لكن أثرها ثقيل.
ترسم الكنز الذي يبحث عنه يامن… وترسم الكنز الذي تبحث عنه هي أيضاً: هوية، حلم، وبلد يليق بالأطفال.

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 12/8/2025 10:41:00 AM
فر الأسد من سوريا إلى روسيا قبل عام عندما سيطرت المعارضة بقيادة الرئيس الحالي الشرع على دمشق
النهار تتحقق 12/8/2025 10:43:00 AM
الصورة عتيقة، وألوانها باهتة. وبدا فيها الرئيس السوري المخلوع واقفا الى جانب لونا الشبل بفستان العرس. ماذا في التفاصيل؟ 
النهار تتحقق 12/8/2025 2:57:00 PM
الصورة حميمة، وزُعِم أنّها "مسرّبة من منزل ماهر الأسد"، شقيق الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد. ماذا وجدنا؟ 
أثار سكنه في شقة بتكلفة 2300 دولار شهرياً انتقادات من خصومه الذين يعتقدون أن راتبه كعضو في جمعية ولاية نيويورك ودخل زوجته يسمحان للزوجين بالسكن في شقة أفضل.