ثلاث ألعاب على ورق أبيض في "نوماد غاليري"
بيروت - منصور الهبر
إنها مجموعة أعمال فنية أنجزها كاريل مارسو وجاك فارتابديان، حيث دمجا الأسلوب التجريبي بروح المرح والسوريالية، في توازن بين الجدية والبساطة.
"3 ألعاب على ورق أبيض": ثمرة تعاون حميم استمر شهوراً، أثبت خلاله مارسو وفارتابديان أن حسّ المشاركة هو في صلب هذه الطقوس، حيث يلتقي الفنانان والجمهور في دائرة من اللعب الذكي.
"هيا نبنِ بيتًا": عمل فني يمزج الأسلوب التقليدي في الرسم والخيال، كلعبة سوريالية يساهم فيها كل فنان في متابعة الرسم دون معرفة بتفاصيل ما سبقه.
"ارسم على ظهري": حوار من نوع آخر، حيث يرسم أحد الفنانين على كتف الآخر، ثم يحاول هذا الأخير إعادة الرسم بناءً على ما استشعره، وليس بناء على ما رآه بعينيه.

يعتمد الفنانان على الأسلوب السوريالي والإنشاء العفوي (الأوتوماتيكي) في مواضيع مفاجئة، مستلهمين تقنياتهما من الحركة الأدبية والفنية التي أطلقها أندره بريتون في عام 1924. وقد ألهم هذا الطابع السوريالي العديد من الفنانين، مثل حركة "الفن والحرية" في مصر (1938-1948) التي واجهت الفاشية والاستعمار في الفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية. أما في لبنان، فتجلى في اللوحات الخيالية التي رسمتها الفنانة الفلسطينية المولد جوليانا سيرافيم.

"3 ألعاب"، المعروضة في "نوماد غاليري" بشارع الجميزة في بيروت، منذ 20 شباط/فبراير وحتى 22 آذار/مارس الجاري، تشكل عالمًا متشظيًا من الصور والتكوينات التي يغلب عليها طابع الهلوسة والعبث، ما يدعو المشاهد إلى مواجهة مشاعره الدفينة. يستكشف الثنائي ماهية التعبير الفني من خلال المصادفة، كإعادة تعريف للتقنية التقليدية في الرسم، ليصبح العمل الفني احتفالية تفاعل وحوار. وكأن لسان حالهما يقول: "إذا توقف الفن عن تسليتنا، فسنتوقف بدورنا عن اللعب."
نبض