ماذا قال لبنان للبابا لاوون؟
نهلة كدر رحال – سوريا
أنا أرض القداسة رقد في ترابي وعطره الكثير من القديسين والقديسات، وقد حرص أبنائي على أن يبنوا لهم أروع المزارات لتكون صروحاً دينية وشواهد تاريخية ومعالم سياحية.
وقد اجتمع فيّ الجمال الطبيعي مع الإبداع الإنساني حين تعانق البحر مع الجبل والنهر مع السهل، ونحت الصخور بأشكال تجعل كل من يرى هذا الجمال من الأماكن التي أبدع أبنائي في صنعها و بنائها تجعله يمجد الخالق ويعجب بمخلوقه.
وقد كان أبنائي المبدعون أول السامعين لدعوتك إلى الوحدة وأنت تزور نيقية التركية، حين تناسوا اختلافاتهم وانتماءاتهم وتوحدوا على حبي أنا وطنهم لبنان، فرفعوا علمي وعلم دولتك الفاتيكان لاستقبالك حين قدمت إلينا ضيفا عزيزاً. واسمح لي أن أعبر عن فخري بهم لأنهم بدأوا باستقبالك من السماء ليؤكدوا لك ولكل من يتابع زيارتك أن سمائي من حقهم وحق طيورهم أن يطيروا بها بأمان واطمئنان، وحين وصلت إلى أرضي حرصوا عند الترحيب بك على الربط بين حبهم للتطور وحفاظهم على الأصالة، حين جمعوا بين العروض البصرية الحديثة والدبكة اللبنانية الأصيلة ليحتفلوا ويتفاءلوا بالخير القادم معك، ومع قطرات المطر التي كانت تمتزج مع دموعهم دموع الفرح باختيار البابا بعد تركيا للبنان بين كل البلدان .
وكل ما يتمناه شعبي وأتمناه أنا لبنان منك أيها الضيف الكبير ومن الفاتيكان، أن تدعمانا بقوة، روحياً بصلواتكم المسموعة وسياسياً بمواقفكم المؤثرة، ومادياً إن أمكن لنتحصّن من العنف والإرهاب وننهض متحدّين الصعاب، فنصنع ما يحمينا ويعيد مهجرينا ويحفظ لي من بقي من أبنائي على ترابي يحمونه ويزرعونه ويبدعون عليه أحلى الحضارات وأحسن الإنجازات.
نبض