د. يوسف الرشكيدي*

إن برنامج القضاء نهائياً على مرض شلل الأطفال في العالم هو من أهم الأنشطة الصحيّة التي تشغل منظمة الصحة العالمية منذ 1988 .

إن وزارات الصحة العامة في كل البلدان هي معنية بهذا القرار وبشكل خاص عندنا في لبنان حيث اللقاحات متوفرة مجاناً في جميع المراكز الصحية المتعاقدة مع الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة العامة واضعة لقاحاتها المتوفرة بتصرف من يرغب من أطباء القطاع الخاص شرط مجانية هذه اللقاحات.

تدعم هذه المبادرة العالمية عدة مؤسسات علمية وإنسانية ومنها مركز مراقبة الأمراض في الولايات المتحدة الأميركية والروتاري العالمي ومؤسسة ميكروسوفت (بيل ومليندا غيتس) وعدة بلدان غنية مانحة أجنبية وعربية.

إن سبب مرض شلل الأطفال فيروس سريع العدوى مرتبط بصحة الماء وسلامة المجارير، يصيب خاصة الأطفال قبل عمر الخمس سنوات غير الملقحين ونادراً ما يصيب الراشدين وأشهرهم في العالم  رئيس الولايات المتحدة الأميركية فرنكلن روزفالت الذي أصيب بهذا المرض في عمر 39 سنة عام 1921 وكان يدير البلاد وهو على كرسي متحرك.

للأطفال الحق بالحياة

بلغ عدد الإصابات بمرض شلل الأطفال مئات الألوف في منتصف القرن الماضي ومنذ أخذ مبادرة القضاء عليه وبفضل اللقاحات والمثابرة عليها تدنى هذا العدد المخيف تدريجياً ليصبح وحتى الأول من تشرين الأول/ أكتوبر 2025 ، 33 إصابة ضحيّة الفيروس البّري بدل من 46 في عام 2024 و56 إصابة بدل من 172 في عام 2024 ، نتيجة مضاعفات فيروس اللقاح الشفوي .

إن آخر إصابة بمرض شلل الأطفال في لبنان تعود الى عام 2003 نقلها أحد القادمين من الهند إلى ابنه ما حرّك عجلة اللقاحات التي مازلت مستمرة.

نعم إن لبنان بلد خال من مرض شلل الأطفال منذ أكثر من 22 سنة بفضل اللقاحات وعلينا جميعاً الحث على متابعة اللقاحات وإيصالها إلى كل طفل في لبنان ولا يجوز أي إهمال أو تقاعس في ذلك.

وعلينا تأمين الحماية المناعية المجتمعيّة بواسطة تلقيح كل طفل في لبنان ورفع نسبة التغطية الى مستوى يحمي الولد والبلد وطالما يوجد ولو إصابة واحدة في العالم إلى أن تعلن رسمياً منظمة الصحة العالمية أن العالم بأسره أصبح خالياً من مرض شلل الأطفال كما أعلنت في الماضي أن العالم خال من مرض الجدري (1985) .

للطفل الحق بالحياة.


*رئيس سابق لجمعية أطباء الأطفال في الشمال. عضو لجنة الإشهاد على القضاء على مرض شلل الأطفال في وزارة الصحة العامة.