نعمت كريدلي 

وفجأةً وجدتك في قلبي منشأةً نووية 
تُخصِّب  أشواقي لأغراض  غير سلمية. 
وفجأةً جُنِّد النبض وأُسرت الأبجدية،
فاتخذتَ من الوتين قاعدة سرية! 
نظراتي متشظية 
ترفض الإستسلام
أنفاسي متيقظة 
تتجنّب الألغام! 

تعبيرية (مواقع تواصل)

لا أريدك نوويّ الهوى، 
أخرج مفاعلك من قلبي والقوى! 
فلست أنا من يخضع لعدوان النوّى. 
لا أريدك نوويّ الهوى! 
 هيّا، نفّذ ثمّ إعترض بصمت،
فالعقل قررّ الإستهداف. 
تأهّب، وسِرْ في غضون فرط صوت. 
ستُقصف والقلب بإحتراف!
هيّا، فقد أنذرتُ ملامحَ روحِك بالإخلاء،
من الصميم سأحصدك أشلاء،
من الجحيم سأطعمك الجفاء. 
إخلع دروعك فأنا العدوّ وأنا الحلفاء! 
في هواك شيء من الربيف،
لا هو ربيع ولا هو خريف. 
إجتياح الأريج لريح  الحفيف،
إرتياح الجريح لعنف لطيف! 
في هواك شيء من الربيف! 
توسّلْ الهدنة، إحذر من المفاوضات. 
تذوّق اللعنة، أتجذبك   المناورات؟ 
كعطر الورد منشأتي 
مدٌّ وجزرٌ في خطوات. 
تقترب، أبتعد: أحجيتي. 
يفوح سلْمُ مملكتي 
 بعد إمطارك بالغارات! 

(*)الربيف: كلمة إبتكرتها الشاعرة نعمت كريدلي وهي مشتقة من الربيع والخريف. تستخدم هذه الكلمة لوصف مشاعر إنسانية معقدة  وعميقة تسيطر عليها تناقضات العقل والعاطفة، وحتى تناقضات العاطفة نفسها بحيث تعبّر عن حالة وجدانية مؤلمة ومبهجة تتأرجح بين الإنجذاب والنفور، الولادة والموت، الأمل واليأس، التجدد والإندثار.
 إنها توليفة نفسية تجمع بين صفات الربيع والخريف لنحصل في النهاية على عصارة مشاعر إنسانية عميقة ومركبة تُظهر أحد جوانب مأساة الوجود البشري ورقيه. "الربيف" حالة إنصهار وجداني بين فصلين متناقضين تنتج منها نشوة فكرية عاطفية تؤدي في نهايتها إلى حكمة وجودية لتقبّل المتناقضات في الحياة من لذّة وألم، قدرة وعجز، بداية ونهاية، عقلانية وجنون.
 بإختصار، "الربيف" هي حالة نفسية من الصراع الداخلي بين قطبي النور والنار، بحيث لا يسيطر أحدهما على الآخر ليبقى الإنسان في حالة من المدّ والجزر حتى يصل عقلانياً وعاطفياً إلى وعي إحتضان المتناقضات.