من المماليك إلى نيماير: طرابلس تحافظ على تاريخها وتفتح أبواب المستقبل

آراء 14-11-2025 | 19:08

من المماليك إلى نيماير: طرابلس تحافظ على تاريخها وتفتح أبواب المستقبل

لا يقتصر التراث على الحجر فحسب، بل يشمل الحرف والمهن التقليدية، والمطبخ الطرابلسي، والعادات والتقاليد التي شكّلت جزءاً من هوية المدينة وذاكرتها الجماعية.
من المماليك إلى نيماير: طرابلس تحافظ على تاريخها وتفتح أبواب المستقبل
قناطر طرابلس تشهد على تاريخها (مواقع)
Smaller Bigger

الناشر ناصر جرّوس

 

طرابلس مدينة فريدة تجمع بين إرثٍ مملوكي غني يشهد عليه عمرانها القديم، وحداثة عمرانية تُجسّد طموحها للتطور والانفتاح. فمنذ القرون المملوكية، حافظت المدينة على مكانتها كحاضرةٍ أساسية في المشرق، واحتفظت بأزقتها وأسواقها ومساجدها ومدارسها وخاناتها التي لا تزال إلى اليوم شاهدةً على حضارةٍ تواصلت عبر الزمن.

 

ولا يقتصر التراث على الحجر فحسب، بل يشمل الحرف والمهن التقليدية، والمطبخ الطرابلسي، والعادات والتقاليد التي شكّلت جزءاً من هوية المدينة وذاكرتها الجماعية. هذا الإرث يشكّل ثروة ثقافية وإنسانية واقتصادية لا بد من صونها وتعزيزها.

 

وفي المقابل، تظهر طرابلس الحديثة كمدينةٍ تتطلع بثقة إلى المستقبل. ويبرز معرض رشيد كرامي الدولي كإحدى أهم العلامات المعمارية الحديثة في لبنان، بتصميمه الذي حمل بصمة المعماري العالمي أوسكار نيماير ورؤيته المستقبلية. هذا الصرح يشهد على قدرة المدينة على مواكبة التطور واستقبال مشاريع كبرى تعكس روح الانفتاح والتجديد.

 

وقد وردت هذه الأفكار أثناء حضور مؤتمر "درب المماليك من القاهرة إلى طرابلس"، الذي أعاد تأكيد الترابط التاريخي العميق بين طرابلس والعواصم المملوكية، إضافةً إلى الانطلاقة الجديدة التي يشهدها معرض رشيد كرامي الدولي، والتي تشي بمرحلة واعدة من النمو وإعادة التموضع الحضاري للمدينة.

 

 

إن هذا التوازن بين التراث والحداثة يشكّل مصدر قوة لطرابلس، ويمنحها هويةً متفردة تجمع بين أصالة الماضي واندفاع الحاضر. ومن هنا تبرز الحاجة إلى تزويد الأجيال الجديدة بمعرفة تاريخ مدينتهم ومعالمها القديمة والحديثة، داخل بيوتهم وفي مدارسهم، بحيث يفخرون بهذا الإرث. كما يجب على المسؤولين أن يسعوا لترويج هذه الحقائق التاريخية والمعمارية والثقافية، لتبقى طرابلس في مكانتها المرموقة على خريطة الحضارة.

 

فتراث طرابلس هو ثروة يجب صونها، وتطورها العمراني دليل إلى رغبتها المستمرة في التقدّم والانفتاح. وبين الاثنين تتكوّن صورة مدينة قادرة على الحفاظ على حضارتها وفي الوقت نفسه المضي نحو آفاق أرحب.

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 12/8/2025 10:41:00 AM
فر الأسد من سوريا إلى روسيا قبل عام عندما سيطرت المعارضة بقيادة الرئيس الحالي الشرع على دمشق
المشرق-العربي 12/8/2025 5:03:00 PM
تُهدّد هذه الخطوة بمزيد من التفكك في اليمن.
النهار تتحقق 12/8/2025 10:43:00 AM
الصورة عتيقة، وألوانها باهتة. وبدا فيها الرئيس السوري المخلوع واقفا الى جانب لونا الشبل بفستان العرس. ماذا في التفاصيل؟ 
النهار تتحقق 12/8/2025 2:57:00 PM
الصورة حميمة، وزُعِم أنّها "مسرّبة من منزل ماهر الأسد"، شقيق الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد. ماذا وجدنا؟