حذاري المبالغة في التفاؤل

منبر 25-03-2025 | 09:00

حذاري المبالغة في التفاؤل

أريد ذكر الحادثة التالية قبل الكلام عن وعود حكومة نواف سلام حول تحقيق الإصلاحات في القطاع العام.
حذاري المبالغة في التفاؤل
هل علينا أن نصدق حالياً أن تصويب أمور النظام في القطاع العام وإصلاحه من جانب الحكومة الحالية، سوف يلقى تجاوباً إيجابيا من الفرد اللبناني الذي عايش الإفساد والفساد في تعامله مع القطاع العام على مدى عقود عديدة؟
Smaller Bigger

سعد نسيب عطاالله

 

أريد ذكر الحادثة التالية قبل الكلام عن وعود حكومة نواف سلام حول تحقيق الإصلاحات في القطاع العام.
 بدأت العمل في مطلع شبابي في مؤسسة عامة مستحدثة ذات طابع خاص، متخصصة في رعاية شؤون العمل والعمال، وكانت بمثابة إنجاز وطني هام في حينه، هاجسها خدمة الناس بموضوعية  خاضعة لنظام إداري صارم، يعتمد على شبيبة خريجي الجامعات الجدد، ويمنع التواصل المباشر بين المراجع والموظف.
 حدث مرة أنني كنت مسؤولاً على الكونتوار عن مراجعات الناس، حين وصل رجل كبير في السن، عرّف عن نفسه أنه من مشايخ القبائل، ويريد الدخول إلى صالة الموظفين للحديث مع قريبه. طلبت منه عدم الدخول، لا بل صددته في البدء، لكنه دفع الباب بقوة ودخل قائلا بصوت عال: "شو جايي تقوّمها هون؟"
دخل هذا الشخص وتحدث مع قريبه، وخرج باسماً، مختالاً ومتهكماً، دون أن يكلف مدير المكتب نفسه أي عناء، أو تدخل، أو حتى معاكسته. كانت تلك الحادثة أول درس أتعلمه مع بداية عملي في القطاع العام.
 هل علينا أن نصدق حالياً أن تصويب أمور النظام في القطاع العام وإصلاحه من جانب الحكومة الحالية، سوف يلقى تجاوباً إيجابيا من الفرد اللبناني الذي عايش الإفساد والفساد في تعامله مع القطاع العام على مدى عقود عديدة؟
 مع التقدير والاحترام البالغين لأعضاء الحكومة الأشاوس، أصحاب الكفاءات والمؤهلات العلمية والخدماتية العالمية، الذين حقق معظمهم، في كبريات المؤسسات العالمية، إنجازات بالغة ومرموقة، بمقدورهم إنجاز الإصلاحات العديدة المطلوبة، في قطاع عام تنخره الرشاوى، "والفتاوى"، والفوضى، والجهل والفساد، والترهل، والتخلف؟
إن هؤلاء الوزراء "النخبة" عالمياً، قد حققوا تطلعاتهم في مؤسسات على قدر سامٍ وعالٍ من التنظيم الإداري، والمحاسبة، والشفافية، في دول متقدمة، تعمل على تطوير خدماتها من أجل استقرار، وبحبوحة شعوبها، ولإحقاق العدالة والمساواة بين مواطنيها، وليس بين عشائرها، ومذاهبها، وطوائفها، وأحزابها، ومافياتها، كما هي أحوالنا في بلد المزرعة لبنان.
 لا أبالغ في نسبة التشاؤم التي تشوبني، كما الكثيرين من اللبنانيين الغيارى على هذا الوطن، إنما لا يزال عندي بعض الأمل، في أن يسود الأمن والأمان، وتتحقق آمال الشعب المعاني بالوصول إلى الحق والحقيقة في نظام عادل، صارم، وحازم، ينال فيه الفاسد جزاءه، والصالح الحفاظ على كرامته وحريته، وكامل حقوقه.


  
العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 12/11/2025 6:15:00 AM
قذائف المزّة والعمليتان اللتان لم يفصل بينهما شهر تحمل رسائل تحذيرية إلى الشرع وحكومته، والرسالة الأبرز مفادها أن القصر الرئاسي تحت مرمى الصواريخ.
المشرق-العربي 12/11/2025 2:25:00 AM
إنّها المرة الأولى التي تتهم المنظمة "حماس" وفصائل أخرى بارتكاب جرائم ضد الانسانية.
المشرق-العربي 12/11/2025 2:10:00 PM
شدد على ضرورة منح المحافظة حكماً ذاتياً داخلياً أو نوعاً من الإدارة الذاتية ضمن سوريا كوسيلة لحماية الأقليات وحقوقها.
اقتصاد وأعمال 12/11/2025 10:44:00 AM
تكمن أهمية هذا المشروع في أنه يحاول الموازنة بين 3 عوامل متناقضة: حاجات المودعين لاستعادة ودائعهم بالدولار الحقيقي، قدرة الدولة والمصارف على التمويل، وضبط الفجوة المالية الهائلة التي تستنزف الاقتصاد