في وداع هيام صقر
مروان جبور
نودّع اليوم سيدة فاضلة تركت بصمتها في القلوب قبل أن تتركها في أروقة العلم. نودّع السيدة هيام صقر، الرئيسة المؤسسة لجامعة AUST، التي رحلت عن عالمنا تاركةً إرثًا كبيرًا من العطاء والإنسانية والتميّز الأكاديمي.
يشكل رحيل السيدة هيام صقر خسارةً عميقة للجامعة وللمجتمع التعليمي بأسره. فقد آمنت بأن التعليم ليس مجرد منهج أو شهادة، بل هو فعل نهضوي ورسالة إنسانية تُبنى بها الأوطان. وبفضل رؤيتها الثاقبة وعملها الدؤوب، تحوّلت جامعة AUST إلى منارة أكاديمية يُشار إليها بالبنان، وإلى بيت احتضن آلاف الطلاب وساهم في تشكيل مستقبلهم.
تميّزت السيدة صقر بقيادة هادئة وقلب كبير. كانت قريبة من طلابها، داعمة لأساتذتها، حريصة على كل تفصيل يرتقي بالمؤسسة التي كرّست حياتها لها. وامتلكت القدرة على تحويل التحديات إلى فرص، وعلى بناء شبكة من العلاقات المهنية والإنسانية التي عززت حضور الجامعة في المجتمع.
ولا يمكن الحديث عن مسيرتها دون الإشارة إلى التقدير الكبير الذي لقيته من المؤسسات الإعلامية، التي عرفتها من قرب خلال عدة لقاءات، وقدّرت فيها حكمتها ورؤيتها وحضورها المميز.
وستبقى السيدة هيام صقر حاضرة في ذاكرة الجامعة وفي قلوب كل من تعامل معها، من خلال الإرث الأكاديمي والإنساني الذي تركته. لقد كانت مثالًا للثبات والرؤية والإيمان العميق برسالة التعليم، وزرعت الأمل في نفوس كثيرين وفتحت أبوابًا لفرص غيّرت مسارات حياة. سيبقى أثرها حيًا رغم الغياب.
نبض