بعد قتلى وجرحى ونزوح... السلطات السورية و"قسد" تعلنان وقف الاشتباكات (فيديو)
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) عن وزارة الدفاع أن قيادة الأركان في الجيش السوري أصدرت "أمرا بإيقاف استهداف مصادر نيران قسد بعد تحييد عدد منها"، مضيفة أن "الجيش العربي السوري وقف اليوم أمام مسؤولياته في حماية الشعب والدفاع عنه ولم يُبد أي تحرك لتغيير خطوط السيطرة بل اكتفى بالرد على مصادر النيران".
وأعلنت من جهتها القوات الكردية عن إصدار "توجيهات لقواتنا بإيقاف الرد على هجمات فصائل حكومة دمشق، تلبية لاتصالات التهدئة الجارية".
في خرق لوقف النار.. قسد تستهدف نقاطاً للأمن الداخلي قرب دواري شيحان والليرمون شمالي حلب#الإخبارية_السورية pic.twitter.com/Zzhr3VbAYL
— الإخبارية السورية (@AlekhbariahSY) December 22, 2025
وبحسب بيان سابق لوزارة الدفاع: "أقدمت قوات قسد المتمركزة في حيي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب مساء اليوم على الغدر بقوات الأمن الداخلي المتمركزة في الحواجز المشتركة، عقب انسحابها المفاجئ وإطلاق النار على الحواجز، رغم الاتفاقات المبرمة، ما أدى إلى إصابة عنصر من قوات الأمن الداخلي وعنصر من الجيش، بالإضافة إلى العديد من الإصابات بين عناصر الدفاع المدني والمدنيين".
وأعلنت وزارة الصحة "ارتقاء شاب ووالدته، وإصابة 8 مواطنين بجروح، بينهم طفل وطفلة، إضافة إلى إصابة عنصرين من الدفاع المدني، جراء قصف قسد الذي استهدف منطقة سكنية قرب مستشفى الرازي في مدينة حلب".
وأوضحت الوزارة في بيان لها أن "جميع المصابين جرى إسعافهم ونقلهم إلى المشافي لتلقي العلاج اللازم، وأن الفرق الطبية تتابع أوضاعهم الصحية بشكل مستمر في ظل الأوضاع التي تشهدها المدينة"، مؤكدة أن "قصف قسد طال محيط منشآت طبية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني والقيم الأخلاقية".
قسد تستهدف نقاطاً للأمن الداخلي قرب دواري شيحان والليرمون شمالي حلب pic.twitter.com/4Rg4dCEHGp
— الإعلامي محمد جمال (@ammamaiii) December 22, 2025
وأعلنت من جهتها قوات سوريا الديموقراطية عن مقتل امرأة وإصابة ستة مدنيين بجروح، "نتيجة استهداف أحياء الشيخ مقصود والأشرفية من قبل مسلحي فصائل حكومة دمشق".
ونفت قوات سوريا الديموقراطية "الادعاءات عن الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة لحكومة دمشق حول استهداف أحياء حلب من قبل قواتنا".
كما أعلنت قوات الأمن الداخلي التابعة للأكراد عن إصابة اثنين من عناصرها "إثر هجوم نفذته فصائل مرتبطة بوزارة الدفاع في حكومة دمشق على حاجز في دوار الشيحان بحلب".
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد "بلغ العدد الكلي للإصابات بين مناطق الحكومة السورية والشيخ مقصود والأشرفية 23 إصابة والعدد مرشح للزيادة بسبب استمرار الاشتباكات".
وأضاف: "تشهد أحياء الخالدية، الهلك، وبستان الباشا حالات نزوح للأهالي باتجاه مناطق أكثر أمانًا، خشية اتساع رقعة الاشتباكات واستمرار الاستهدافات في محيط الأحياء السكنية".
وصول عدد من المواطنين المصابين إلى مشفى الرازي بحلب بينهم عنصران من الدفاع المدني، جراء استهداف قسد محيط حي الأشرفية والمنطقة الممتدة من دوار شيحان حتى دوار الليرمون.#سوريا pic.twitter.com/TrYjGyK6qx
— الوكالة العربية السورية للأنباء - سانا (@Sana__gov) December 22, 2025
وبعيد الاشتباكات، اتهمت الإدارة الذاتية الكردية في بيان "القوات التابعة للحكومة الانتقالية" بشنّ هجوم علي حيي الشيخ مقصود والأشرفية، معتبرة أنه يهدف إلى "إفشال الجهود المبذولة للوصول إلى حل سياسي شامل يلبّي تطلعات السوريين كافة".
اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن الداخلي ومليشا قسد pic.twitter.com/yVzskfV8xU
— ردع العدوان (@3M_SI) December 22, 2025
وأشارت وسائل إعلام سورية إلى حركة نزوح من الأحياء المحيطة بحي الأشرفية في حلب.
الإخبارية ترصد حركة نزوح الأهالي من الأحياء المحيطة بحي الأشرفية في حلب جراء قصف قسد #الإخبارية_السورية pic.twitter.com/SSVUiUcm4t
— الإخبارية السورية (@AlekhbariahSY) December 22, 2025
وتسيطر قوات السلطات الانتقالية السورية على حلب منذ أطاحت فصائل معارضة بالرئيس السابق بشار الأسد في كانون الأوّل/ديسمبر 2024.
لكنّ قوات كردية محلية مرتبطة بقوات سوريا الديموقراطية (قسد) وقوى الأمن الداخلي التابعة لها (الأسايش) تسيطر على حيي الشيخ مقصود والأشرفية.
وفد تركي في دمشق
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي هاكان فيدان في قصر الشعب بدمشق، قال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني: "لم نلمس إرادة جدية من قسد لتنفيذ اتفاق 10 آذار/مارس"، مشيراً إلى أنّ "هناك مماطلة من قسد في تنفيذ الاتفاق".
وتضمّن الاتفاق بنودا عدّة على رأسها دمج المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة لللإدارة الذاتية الكردية في المؤسسات الوطنية بحلول نهاية العام. إلا أن تباينا في وجهات النظر بين الطرفين حال دون إحراز تقدم في تطبيقه حتى الآن، رغم ضغوط تقودها واشنطن بشكل رئيسي.
وأوضح وزير الخارجية السوري أنّ "أيّ تأخير في اندماج قوات سوريا الديموقراطية في الجيش السوري يؤثر سلباً على منطقة الجزيرة".
من جانبه، قال فيدان إن قوات سوريا الديموقراطية "قسد" التي يقودها الأكراد لا تعتزم على ما يبدو احترام التزامها بالاندماج في القوات المسلحة للدولة السورية بحلول الموعد النهائي المحدد بنهاية العام.
وتابع فيدان: "نرى أن قوات سوريا الديموقراطية لا تنوي إحراز تقدم كبير (نحو الاندماج)".
ومضى قائلا إن "قوات سوريا الديموقراطية تدير بعض عملياتها بالتنسيق مع إسرائيل، وهذا في الواقع يشكل عقبة رئيسية أمام المفاوضات الجارية مع دمشق".
وتتهم تركيا قوات سوريا الديموقراطية بالمماطلة قبل الموعد النهائي المحدد في نهاية العام، كما تتهم إسرائيل باللجوء إلى سياسات "مزعزعة للاستقرار" في سوريا مما يثير مخاطر أمنية في جنوب البلاد.
نبض