ليست عودة فن الزجاج الدمشقي مجرّد إحياء لمهنة قديمة، بل هي ولادة جديدة ورسالة فنية وتنموية قادتها الفنانة هدى حجار بالتعاون مع مجموعة دعبول لتقديم فن يحمل ذاكرة دمشق ويرسم مستقبلها بأيدي أبنائها.

الفنانة هدى حجار التي عادت إلى سوريا بعد التحرير،  تدخل تقنيات جديدة إلى فن الزجاج الدمشقي، أبرزها تقنية (Fusing)، التي لم تكن موجودة سابقاً في البلاد. وكان الفن الدمشقي مقتصراً على الزجاج المنفوخ، والزجاج المعشّق، والزجاج الملوّن بالمينا، وبهدف تطوير الفن الدمشقي التقليدي، تم اعتماد هذه التقنية  لإظهار جمالية جديدة للزجاج.

نموذج من الزجاج الدمشقي (النهار)

وبما أنّ هذه التقنية تتطلب مهارات خاصة، تم تدريب فريق عمل كامل، ضمن مشروع يركز على التنمية البشرية وإحياء التراث، إذ تم احتضان أصحاب المهارات المكتشفة ومنحهم الفرصة لتطويرها والانضمام إلى الفريق الفني.


وأكّد مدير "مجموعة مدار"  حسان دعبول أهمية المشروع في إعادة إحياء التراث السوري الذي كاد يُنسى، وربطه مجدداً بالهوية الوطنية. وأوضح أن المشروع لا يقتصر على الجانب التراثي فقط، بل يستفيد أيضاً من المواهب والإمكانات واليد العاملة السورية الماهرة القادرة على إنتاج أعمال فنية مميزة.

وأشار إلى أن المنتجات يمكن أن تُوزّع داخل سوريا أو في الدول المجاورة، فضلاً عن إمكان تصديرها إلى أوروبا وأميركا، مؤكّداً أنّه لا توجد عوائق أمام وصول هذه المنتجات إلى الأسواق العالمية. وأضاف: "منتجنا هو أهم سفير لنا في أي دولة أخرى في العالم". 

نموذج من الزجاج الدمشقي (النهار)

وقال قاسم الحلاق ، من قسم الزجاج الفني: "عادت الورش المتخصّصة في هذا المجال إلى العمل بعد التحرير، لتحيي هذا القطاع الذي توقّف لسنوات خلال فترة الأزمة. وأسهم إدخال مواد جديدة وأفكار معاصرة في إعادة إحياء التراث الفني المرتبط بالزجاج الدمشقي والمعشّق التقليدي بروح حديثة وتقنيات متطورة. وقد أصبحت المنتجات الجديدة تُستخدم في المطابخ والمطاعم والفنادق والمباني، بما في ذلك النوافذ والأبواب، ما أضاف لمسات جمالية مميزة. تطوير هذا الفن يسهم في إعادة إحياء المشهد الجمالي في سوريا، وأملنا بأن يكون له دور في دعم عملية النهوض من جديد".