أعربت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) الثلاثاء عن قلقها إزاء وفاة عراقي بعد تعرّضه "لإصابات" خلال احتجازه في بغداد، داعية إلى تحقيق "شفّاف ومستقلّ" بعدما أعلنت السلطات فتح تحقيق.

وتوفي المهندس بشير خالد لطيف الاثنين في المستشفى بعدما كان فاقدا للوعي اثر مشاجرة لم تتضح بعد ملابساتها، في مركز احتجاز تعرّض فيه للضرب المبرح من قبل موقوفين، بحسب وزارة الداخلية العراقية.

وأثارت الواقعة ضجّة كبيرة على شبكات التواصل الاجتماعي في العراق وإدانات ناشطين حقوقيين اتّهموا وزارة الداخلية بالتقصير.

وأوقف لطيف بعدما دخل مجمّعا سكنيا ليل 27-28 آذار/مارس في بغداد قاصدا شقة لواء شرطة "ادّعى أنه لا يعرفه" ثم تشاجرا وأُصيب لطيف برأسه، ما أدّى إلى نقله للمستشفى، حسبما قال وكيل وزارة الداخلية لشؤون الشرطة هادي رزيج في مؤتمر صحافي السبت.

وبعد معالجته وإعادته إلى مركز الاحتجاز، كان لطيف "بحالة هستيرية وقام بأفعال أقلقت المركز والحرس" بحسب رزيج، ثم "حصل عليه اعتداء من قبل الموقوفين في داخل سجن الجعيفر بعد يومين من تاريخ إيداعه".

وأُرسل عندها إلى المستشفى حيث بقي فاقدا للوعي حتى وفاته الاثنين.

ونشرت وزارة الداخلية فجر الاثنين مقطع فيديو شاهدته وكالة فرانس يُظهر مشاجرة انتهت بضرب مبرح بين رجل وآخر.

وقال المتحدث باسم الوزارة العميد مقداد ميري في مقابلة مع قناة العراقية الإخبارية مساء الأحد إنه "لم يتأيد حصول أي تعذيب من قبل أفراد الشرطة بحقّ" الرجل.

ودعا رئيس الحكومة محمد شياع السوداني مساء الاثنين إلى تشكيل لجنة للتحقيق  في جميع ملابسات القضية و"تقديم تقرير مفصل عمّا حدث منذ بداية وقوع الحادث لحين وفاة" لطيف، وفق بيان لصباح النعمان المتحدث باسم السوداني.

وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري زار المهندس بشير خالد قبل إعلان وفاته (وزارة الداخلية العراقية)

وشدّد البيان على أن "هذا الحادث وما جرى على الفقيد لن يمر بدون محاسبة المقصرين والوقوف على الأسباب الحقيقية التي أدت إلى وفاته"، مؤكدا أن نتائج التحقيق ستُعلن "أمام الرأي العام".

وقالت البعثة الأممية في بيان الثلاثاء إنها "تتابع من كثب قضية مواطن عراقي توفي في ظروف غامضة بعد احتجازه في بغداد"، معربة عن "قلقها البالغ إزاء التقارير التي تفيد بأن الضحية قد تعرض لإصابات رضّية أثناء احتجازه".

مناشدة اهل الضحية إلى معالي وزير الداخلية
مشاجرة بين المهندس بشير خالد واللواء عباس علي التميمي مدير رواتب الشرطه الاتحاديه. تم مسكه مع المفرزه النجده وتم ضربه وتعذيبه ونقله الى مركز شرطه حطين في بغداد ، ثم نقل بعدها الى مستشفى اليرموك بسس النزيف الحاد في منطقه الرأس اثر تعرضه… pic.twitter.com/wnk68dGk0y

— د. قصي شفيق (@qusay19658073) March 31, 2025

وأكّدت أهمية أن يكون التحقيق "نزيها وشفافا ومستقلّا يفضي إلى محاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان".

واعتبرت نقابة المهندسين العراقية في بيان أن وفاة لطيف "يجب أن تُحدث زلزالا تصحيحيا لكل المؤسسات المعنية بالتعامل مع المواطن".