هل أنقذت المناكفة بين واشنطن وقيس سعيّد حركة النهضة؟
في قرار بدا كأنه يعيد رسم خرائط الإسلام السياسي في العالم، وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمراً تنفيذياً ستكون له ارتدادات على تنظيم "الإخوان المسلمين" عالمياً.
القرار، الذي جاء وسط تغييرات إقليمية عاصفة خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط، لم يمرّ دون أن يثير العديد من التساؤلات بشأن المقاييس التي اعتمدتها واشنطن، ولماذا جرى تحييد بعض الدول، وفي مقدمها تونس.
نهاية دور "الإخوان"

ويوضح أن الدوائر الاستعمارية الغربية وظفت "الإخوان المسلمين" منذ تأسيس الجماعة في صراعاتها الدولية، بداية بحربها ضد الاتحاد السوفياتي وصولاً إلى "الربيع العربي" حيث أدّوا دوراً كبيراً، وفق قوله، "في تهشيم الدول العربية من ناحية أولى اجتماعياً وعسكرياً وجغرافياً، وإحباط مشاريع الثورات العربية من ناحية ثانية".
ويرى أن "دور هذا التنظيم انتهى دولياً، لذلك تحاول واشنطن التخلص منه".
حالة بحالة
لكن اللافت في قرار ترامب بشأن "الإخوان" هو عدم استهداف التنظيم ككيان موحَّد، إذ شمل فروعاً محدّدة في مصر والأردن ولبنان.
ويرى النابتي أنه بعد صعود الرئيس ترامب حدث ما يشبه حالة المساكنة بين الإدارة الأميركية والأنظمة العربية التي تعتبر إنهاء نفوذ جماعة "الإخوان" مسألةً جوهريةً.
ويرى أن التصنيف سيشمل التنظيم في كل الدول الغربية "أما في المنطقة العربية فإن فروعه ستدرس حالة بحالة".
استثناء نهضة تونس
وفيما يبدو أن عدداً من فروع التنظيم باتت تحت وطأة هذا التصنيف تجد "حركة النهضة" التونسية التي تمرّ بواحدة من أحلك فتراتها على المستوى الداخلي نفسها في "المنطقة الرمادية"؛ لا هي ضمن المستهدفين ولا بمنأى عن ارتدادات القرار.
ويطرح استثناء إسلاميي تونس من هذا التصنيف العديد من التساؤلات حيال خلفياته.
ويستشهد المتحدث بعدم إدراج الإسلاميين في تركيا أيضاً ضمن هذا التصنيف، مؤكداً أن العلاقة الجيدة بين الحزب الحاكم وبين واشنطن تمنحهم حصانةً في الوقت الحالي.
ويقول إن تونس ليست الوحيدة في هذا الصدد، مشيراً إلى أن التصنيف لم يشمل كذلك "الإخوان" في ليبيا واليمن، وفي تقديره يعود ذلك إلى حاجة الإدارة الأميركية إلى هذا التنظيم في هذه الدول كي يكون ورقة ضغط على الأنظمة هناك. أما في سوريا فيعتقد أن الأمر سيتوقف على علاقة واشنطن بأحمد الشرع "فإمّا ستترك الإخوان هناك ليشكلوا ورقة ضغط عليه من أجل تنفيذ سياساتها في البلد، وإما ستطلق يده لإنهائهم"، مرجّحاً أنه سيكون في هذه الحالة "الأكثر انضباطاً وقسوةً في تطبيق هذا القرار".
المزيد من التضييق
ويقول النابتي إن هذا التصنيف سيفرض المزيد من التضييق على "الإخوان المسلمين" في كل دول العالم وذلك بسبب ارتباط هذه الفروع بعضها ببعض تنظيمياً ومالياً، ويرى أن التضييق سيشمل خصوصاً مصادر التمويل والآلة الإعلامية الإخوانية ولوبي الدعم الذي يُعوّل عليه إسلاميو تونس.
ولاقت "حركة النهضة" دعماً من بعض الدوائر الأميركية في أزمتها الحالية إذ تعالت أصوات نواب من داخل الكونغرس من أجل الضغط على السلطات التونسية، وتقدم نائبان بمشروع يحمل عنوان "استعادة الديموقراطية في تونس".
نبض