غادرت سفينة برشلونة أرض الأندلس بهزيمة ثقيلة أمام إشبيلية، بأربعة أهداف لهدف في الليغا، ليتعرض الفريق للخسارة الثانية له على التوالي بعد الهزيمة بهدفين لهدف الأربعاء الماضي ضد باريس سان جيرمان بمنافسات دوري أبطال أوروبا.

تركت الهزيمة في ملعب "رامون سانشيز بيثخوان" ثقباً كبيراً في جدار سفينة برشلونة، بعدما تلاطمت الأمواج بالمدرب الألماني هانسي فليك وهو يشاهد الفريق منهكاً لا يستطيع مقاومة الهجمات المرتدة.

كان الثقب بحجم المجرة، لأن فليك كان يدرك حجم الضرر الذي تعرض له الفريق بعد إصابة الحارس الأول خوان غارسيا وغيابه لأسابيع بعدما خضع لجراحة في الركبة، ليدخل البديل البولندي تشيزني بدلاً منه ليتولى حماية العرين بدلاً منه.

ما تركته إصابة غارسيا من أثر يسهل معه توقع خيبة الأمل التي تعرض لها برشلونة، لأن تشيزني العائد من الاعتزال تقدم السن، ومشهور عنه التدخين، إضافة إلى أن الفريق كان دائما تحت رحمة ردود أفعاله البطيئة وسوء استجابته للكرات السريعة التي يجري تسديدها على جانبي المرمى.

ووجد فليك نفسه دون جناحيه المميزين لامين يامال ورافينيا بسبب الإصابة، فيما كان الفريق متأثراً بغياب ثنائي الوسط غافي وفيرمين لوبيز، كل ذلك وسط سوق انتقالات جرى على استحياء بسبب الأزمات المالية واشتراطات قوانين اللعب النظيف وضرورة إفساح الطريق أمام مساحة من الرواتب عبر بيع وإعارة اللاعبين.

كل ذلك والفريق مطالب بأن يخوض كل ثلاثة أيام مباراة تقريباً، بقائمة محدودة من الخيارات، فيما كان يخشى فليك الاعتماد باستمرار على عناصر من "لا مسيا" خشية أن يكون الأثر سلبياً عليهم بسبب صغر السن والحاجة إلى اكتساب خبرات، وضرورة منحهم الفرصة بالتدريج.

كانت رحلات فليك الفترة الأخيرة محفوفة بالمخاطر، بعدما غرست سفينته بين أمواج الليغا، ورياح دوري أبطال أوروبا، وستكون فترة التوقف الدولي بمثابة الإنقاذ له لاستعادة بعض المصابين، لكن سيظل يعاني مع الحارس تشيزني، حتى يعود غارسيا المعروف عنه تصدياته المميزة وردود فعله الكبيرة.

فوز إشبيلية على برشلونة (أ ف ب)

لو كان لدى فليك رفاهية التعاقد مع أسماء كبيرة، لكان برشلونة أفضل حالاً، ولكن الأزمة المالية تضعه دائما أمام حلول استثنائية، وفقط سيكون عليه العمل حتى النهاية وينافس على مختلف البطولات.

ويبدو طبيعياً أن يحاول السويدي روني بردغجي الوافد الجديد التألق، لكن الشعور بأنه خيار اضطراري وعليه القتال فقط أمام فرق متمرسة في كرة القدم يضع الضغوط عليه وظهر بشكل متذبذب أمام إشبيلية عقب إهدار سلسلة من الفرص كانت كفيلة بقلب نتيجة المباراة.

تمثل "أيام الفيفا" فرصة لالتقاط الأنفاس داخل برشلونة، على أمل العودة إلى ملعب "سبوتيفاي كامب نو" واستعادة الجمهور الغائب وأرض الملعب التي عرفها منذ سنوات طويلة، فيما ستستمر الشركة المطورة للمشروع في أداء عملها لاستكمال ما تبقى من أعمال البناء.