غلاسنر في كريستال بالاس... فريق مهدّد يقتحم القمّة!

رياضة 28-09-2025 | 17:42

غلاسنر في كريستال بالاس... فريق مهدّد يقتحم القمّة!

لم يكن أحد يتوقع أن يُصبح النادي اللندني عنواناً للصلابة والطموح في "بريميير ليغ"
غلاسنر في كريستال بالاس... فريق مهدّد يقتحم القمّة!
أوليفر غلاسنر مدرب كريستال بالاس (وكالات)
Smaller Bigger

ارتبط اسم كريستال بالاس في الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم بمعارك الهبوط، حيث دأب الفريق على أن يكون ضمن أندية القاع، إلا أنه حالياً بات في المركز الثاني في الترتيب بعدما ألحق أول خسارة بالبطل ليفربول.

 

لم يكن أحد يتوقع أن يُصبح النادي اللندني عنواناً للصلابة والطموح في "بريميير ليغ". لكن وصول المدرب النمسوي أوليفر غلاسنر غيّر ملامح النادي جذرياً، فاتحاً الباب أمام ثورة كروية حقيقية تمثل صعود النادي من خانة الهامش إلى دائرة الضوء.

غلاسنر أعاد تعريف الطريقة التي ينظر بها اللاعبون إلى أدوارهم: منظومة الدفاع الثلاثي مع تحركات الأجنحة بوجود الكولومبي دانيال مونيوز وتيريك ميتشيل، إذ حولت الفريق إلى كتلة متماسكة، قادرة على إغلاق المساحات أمام الكبار وفتح الملعب عند امتلاك الكرة. ويقول غلاسنر "أساسنا هو الاتساق الدفاعي، الفريق يملك الطاقة والروح ليقاتل حتى اللحظة الأخيرة".

لم يعد الدفاع محصوراً بمارك غيهي أو الدنماركي يواكيم أندرسن، بل أصبح مسؤولية جماعية تشمل الوسط والهجوم، ما أفرز شخصية جديدة للنادي وتحولاً من فريق يقاتل من أجل التعادل إلى خصم قادر على فرض أسلوبه.

واحدة من أبرز بصمات غلاسنر، ظهرت في إعادة تعريف أدوار اللاعبين، في مقدمهم الفرنسي جان-فيليب ماتيتا الذي تحوّل إلى رأس حربة قاتل داخل المنطقة، فيما مُنح إيبرِتشي إيز حرية أكبر لقيادة خط الوسط الهجومي، بينما ثبت غلاسنر مارك غيهي كقائد دفاعي حتى في ظل ضغوط سوق الانتقالات.

المدرب النمساوي أكد أن "الثقة لا تُمنح بالكلام، بل تُبنى بالأداء اليومي"، مشيراً إلى أن اللاعبين وجدوا في وضوح النظام فرصة لإطلاق أفضل ما لديهم.

إسقاط الكبار
الفوز على مانشستر سيتي في كأس الاتحاد الإنكليزي كان بمثابة إعلان الثورة. غلاسنر اعترف بواقعية قائلاً: "لو لعبنا هذه المباراة عشر مرات، ربما نفوز مرة واحدة. لكننا أثبتنا أن العقلية والصلابة يمكن أن تصنع الفارق". تلك اللحظة أيقظت الجماهير، وأعادت للنادي ثقة لم يعرفها منذ سنوات. حتى رئيس النادي ستيف باريش قال حينها "غلاسنر غيّر عقلية الفريق، جعلنا نؤمن بأن الفوز ممكن دائماً".

أما الانتصار الأخير على ليفربول، فقد كان تجسيداً للتحول: فريق يواجه الكبار بلا خوف، ويُجبر مدرب الخصم آرنه سلوت على الاعتراف بأن "كريستال بالاس أصبح منافساً مزعجاً بخطورته في الكرات الثابتة والتحولات".

احتفال لاعبي كريستال (وكالات)
احتفال لاعبي كريستال (وكالات)

ويتجاوز صعود كريستال بالاس الحسابات الرياضية. إذ إنه بالدرجة الأولى تحوّل اقتصادي، من فريق اعتاد على ميزانيات محدودة صار يُمثّل استثماراً واعداً مع احتمالية دخول منافسات أوروبية. وثمة بُعد اجتماعي، إذ إن النادي الذي يعبّر عن جنوب لندن لم يعد مجرد ممثل محلي، بل سفير يُنافس في أوروبا، ما يعزز مكانته في مجتمع كروي تهيمن عليه أندية الشمال والغرب.

هذه الثورة تذكّر الكثيرين بمعجزة ليستر سيتي 2016، لكن غلاسنر لا ينجرف وراء المقارنات "لسنا هنا لنكرر قصة أحد، بل لنكتب قصتنا الخاصة"، واضعاً حداً للتشبيه المستمر مع الإيطالي االمخضرم كلاوديو رانييري.

بالرغم من الإنجازات، الطريق أمام بالاس ليس سهلاً. ضغط المباريات الأوروبية قد يستهلك طاقة الفريق، وإغراءات الأندية الكبرى قد تهدد استمرارية العناصر الأساسية. لكن غلاسنر يبدو مستعداً "أهم ما بنيناه هو ثقافة عمل، وإذا حافظنا عليها فلن يهزنا شيء".

يمثل كريستال بالاس قصة صعود حديثة في الدوري الأقوى عالمياً، بدأت عندما صنع غلاسنر نظاماً، ولاعبون آمنوا بأدوارهم، ونادٍ وجد في الانضباط والطموح طريقاً للعبور من الظل إلى صدارة المشهد. وفي دوري تتزاحم فيه الأسماء العملاقة، قد يكون كريستال بالاس هو الحكاية الأكثر إلهاماً هذا الموسم.

الأكثر قراءة

كتاب النهار 12/10/2025 5:05:00 AM
بمقدار ما كان وقع المفاجأة قويا على "الثنائي" وبيئته، فإن رد الفعل أتى على عجل كما تقول أوساطه
النهار تتحقق 12/8/2025 2:57:00 PM
الصورة حميمة، وزُعِم أنّها "مسرّبة من منزل ماهر الأسد"، شقيق الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد. ماذا وجدنا؟ 
النهار تتحقق 12/10/2025 10:54:00 AM
ما ستشاهدونه هو سرير بسيط عليه غطاء أبيض موضوع في غرفة متواضعة، وتحته سجادة مهترئة. ماذا عرفنا عن هذه الصورة؟ 
النهار تتحقق 12/10/2025 3:23:00 PM
عذراً على قساوة الصورة. فما سترونه فيها هو وجه منتفخ، متورم، عليه آثار دماء. ماذا الذي وجدناه؟