من مارادونا إلى ألفاريز... كيف دمّرت المنشطات مسيرة النجوم؟
لم يكن جمهور أتلتيك بلباو يتخيل أن يفتتح موسمه الكروي بخبر صادم يتعلق بمدافعه الصلب يراي ألفاريز. اللاعب الذي كان يُنظر إليه كأحد أعمدة الدفاع في الفريق، وجد نفسه متورّطاً في قضية منشطات بعد مباراة نصف نهائي الدوري الأوروبي أمام مانشستر يونايتد في أيار/ مايو الماضي.
اختبارات العينة أثبتت وجود مادة الكانرينون المدرجة على قائمة الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات ضمن فئة "مدرات البول وعوامل التغطية"، لتقرّر الهيئة التأديبية في "يويفا" إيقافه عشرة أشهر كاملة.
ورغم محاولات اللاعب وفريقه الدفاع عنه، إلا أنّ العقوبة جاءت صارمة، لتؤكد أنّ الأندية واللاعبين باتوا تحت مجهر دقيق لا يرحم أي تجاوز.

قضية يراي لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، إذ سبقه عشرات اللاعبين، من أساطير خلدت أسماؤهم في تاريخ كرة القدم إلى نجوم حاليين لا يزالون في بداية مسيرتهم. ورغم اختلاف الأعذار والحجج، فإنّ النتيجة واحدة، وهي الإيقاف، التشويه، وربما النهاية المبكرة للمسيرة الرياضية.
إليكم بعض القضايا التي طاولت مشاهير الكرة قبل يراي ألفاريز:
بول بوغبا – جوفنتوس
النجم الفرنسي الذي لطالما حمل آمال الجماهير عاد إلى الواجهة، لكن هذه المرّة في سياق مختلف تماماً. ثبتت مخالفة عينات بوغبا لمادة DHEA، ليُعاقب بالإيقاف أربع سنوات في البداية قبل أن يُخفض الحكم إلى 18 شهراً. وهذه المدة كانت كافية لتقويض مسيرته وإبعاده عن الملاعب، لتتحوّل قصته من موهبة واعدة إلى مثال على خطورة الوقوع في المحظورات.
ميخايلو مودريك – تشيلسي
القضية التي هزّت إنكلترا كان بطلها الجناح الأوكراني ميخايلو مودريك. اللاعب الشاب، الذي كان يُعوّل عليه تشيلسي لبناء جيل جديد، أثبتت عيناته تناوله مادة ميلدونيوم، ليتم إيقافه أربع سنوات كاملة. ولم يخض مودريك أي مباراة منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2024. ومع طول العقوبة، تبدو مسيرته على المحك، بل ربما انتهت مبكراً رغم صغر سنه.
دييغو مارادونا – نابولي والأرجنتين
حتى الأساطير لم يسلموا. مارادونا، الذي سحر الملايين بموهبته، أوقف مرّتين؛ الأولى عام 1991 في إيطاليا بسبب مادة محظورة مع نابولي، والثانية عام 1994 خلال مونديال الولايات المتحدة حين ثبت تناوله الإيفيدرين. المشهد الذي ودّع فيه البطولة باكياً ما زال محفوراً في ذاكرة عشاق اللعبة، ليكون شاهداً على أنّ التاريخ الكروي لا يحمي من قوانين مكافحة المنشطات.
ياب ستام – لاتسيو
المدافع الهولندي القوي لم ينجُ من الفضيحة؛ ففي عام 2001 جاءت عيناته إيجابية لمادة الناندرولون، ليُعاقب بالإيقاف خمسة أشهر. لطخت القضية صورته كأحد أفضل المدافعين في جيله، رغم محاولاته العودة بقوة بعد انتهاء العقوبة.
رينيه هيغيتا – كولومبيا
الحارس الكولومبي الشهير بشخصيته المثيرة وتصدياته الاستعراضية دخل هو الآخر القائمة السوداء. ففي عام 2003، ثبت وجود مادة الكوكايين في عينة اختبار، فصدر بحقه إيقاف لمدة ستة أشهر، ليضاف فصل جديد إلى حياته المليئة بالقصص المثيرة داخل المستطيل الأخضر وخارجه.
باولو غيريرو – بيرو
اختبارات 2017 أثبتت وجود مادة بنزويليكونين في عينات المهاجم البيروفي باولو غيريرو، ليُعاقب بالإيقاف 14 شهراً. أصرّ اللاعب على أنّ السبب هو شاي الكوكا التقليدي في بلاده، لكن العقوبة كادت أن تحرمه من كأس العالم 2018. تحوّلت القصة إلى رمز للنقاش حول التقاليد المحلية وحدود القوانين الدولية.
أدريان موتو – تشيلسي
من أكبر فضائح الـ"بريميرليغ" في 2005، حين أثبتت الفحوص تعاطي المهاجم الروماني للكوكايين. لم تقتصر العقوبة على الإيقاف سبعة أشهر فحسب، بل فسخ تشيلسي عقده ورفع دعوى قضائية ضده انتهت بتغريمه أكثر من 17 مليون يورو، لتكون قضيته درساً صارخاً حول التكلفة الباهظة للانزلاق نحو المحظور.
بيب غوارديولا – بريشيا
قبل أن يُصبح رمزاً للتكتيك والنجاح كمدرب، عاش بيب غوارديولا تجربة مُظلمة كلاعب مع بريشيا الإيطالي. ففي 2001، اتُهم بتعاطي مادة الناندرولون، وحُكم عليه بالإيقاف أربعة أشهر وغرامة مالية، ورغم تبرئته لاحقاً بعد سنوات من الطعون، فإنّ القضية ظلت تلاحق اسمه كلما ذُكرت فضائح المنشطات.
إدغار ديفيدز – جوفنتوس
"البيتبول" الهولندي كان أحد أبرز ضحايا اختبارات الناندرولون في 2001، ليُعاقب بالإيقاف خمسة أشهر. شخصية ديفيدز المقاتلة جعلت العقوبة صدمة كبيرة لجماهير جوفنتوس، التي كانت تراه أحد أعمدة خط الوسط في تلك الفترة.
ريو فرديناند – مانشستر يونايتد
عام 2003، لم يسقط ريو فرديناند بسبب مادة محظورة، بل بسبب رفضه الخضوع للاختبار. ذلك الموقف أدى إلى إيقافه ثمانية أشهر، ليثير الجدل في إنكلترا حول التزام اللاعبين القوانين حتى لو لم تكن لديهم نية للغش.
سمير نصري – إشبيلية
القصة الأكثر غرابة تعود إلى عام 2016، حين تلقى نصري علاجاً وريدياً خلال عطلة في الولايات المتحدة، ولم يكن يعلم أنّ ذلك مخالف لقانون الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات. لكن الجهل لم يُعفه من العقوبة، ليُوقف 18 شهراً في قضية شكلت ضربة قاسية لمسيرته.
كولو توريه – مانشستر سيتي
برّر المدافع الإيفواري توريه إيجابية عينته بأنه تناول حبوب تخسيس كانت مخصصة لزوجته. لكنّ ذلك لم يمنع فرض إيقاف ستة أشهر عليه في 2011. أظهرت القضية أنّ الأخطاء "العائلية" قد تكون تكلفتها المهنية فادحة.
آندريه أونانا – أياكس
وجد الحارس الكاميروني الشاب نفسه خارج الملاعب لثمانية أشهر عام 2021 بعد اكتشاف مادة فوروسيميد في عيناته. ورغم تبريره بأنّ الأمر كان نتيجة خلط دواء بالخطأ، إلا أنّ العقوبة فرضت نفسها، لتكون نقطة فارقة في مسيرته المبكرة.
نبض