بينما تتجه الأنظار إلى المنتخبات في فترة التوقف الدولي، يخوض المدرب الهولندي آرني سلوت معركة مختلفة تماماً، إذ يحاول استغلال هذه الفترة لمراجعة أوراقه وإعادة ترتيبها، والوقوف على الثغرات التي ظهرت في أداء ليفربول خلال المباريات الأولى من الموسم، قبل أن يدخل الفريق في منعطف ربما يكون الأهم حتى الآن.

انتهى الميركاتو الصيفي، وأغلقت الإدارة ملف التدعيمات بعد أن أبرمت صفقات وُصفت بالنارية عززت صفوف الفريق بأسماء لامعة. ومع اكتمال القائمة رسمياً، أصبحت الصورة أوضح أمام سلوت للاستقرار على التشكيلة المثالية التي ستقود الفريق في الفترة المقبلة.

لكنّ التحدي الحقيقي لن يتوقف عند اختيار الأسماء؛ فبعد التوقف الدولي، يبدأ ليفربول رحلة محفوفة بالمخاطر تتضمن ست مباريات ثقيلة قبل توقف تشرين الأول/ أكتوبر المقبل. البداية تبدو مريحة نسبياً أمام بيرنلي، لكنها مجرّد هدوء الذي يسبق العاصفة. فالفريق سيفتتح مشواره الأوروبي أمام أتلتيكو مدريد، ثم يدخل غمار "ديربي الميرسيسايد" أمام إيفرتون، قبل مواجهة ثأرية ضد كريستال بالاس، ومن ثم يلاقي غلطة سراي في دوري الأبطال، ويختتم السلسلة بمباراة هي الأصعب محلياً أمام تشيلسي.

هذه السلسلة ستحدد بشكل كبير هوية الفريق هذا الموسم وترسم ملامحه، كما ستضع سلوت أمام امتحان حقيقي للرد على المشككين فيه منذ الموسم الماضي، خصوصاً بعد خسارة أول ألقاب الموسم أمام كريستال بالاس ثم البداية المتذبذبة في الدوري.

هل يحافظ المدرب الهولندي على فلسفته القائمة على الاستحواذ والكثافة في الوسط، أم يجرّب أسلوباً جديداً يمنح الثنائية الهجومية، المتمثلة في ألكسندر إيزاك وهوغو إيكيتيكي، فرصة للانفجار معاً؟

آرني سلوت. (أ ف ب)

المؤكد أنّ مباراة بيرنلي الأولى ستكون بمثابة بروفة أخيرة، قد تسمح لسلوت بتجربة حلول تكتيكية مختلفة قبل دخول صراع لا يحتمل الأخطاء. لكن التحدي لا يتوقف عند الناحية الفنية، بل يشمل أيضاً الجانب البدني، خصوصاً مع الإرهاق المتوقع للاعبين الدوليين وعلى رأسهم محمد صلاح.

في النهاية، نجاح ليفربول في اجتياز هذه المرحلة الصعبة سيشكل نقطة فاصلة في موسمه. تخطي المنعطف الناري سيمنح الفريق دفعة هائلة ويثبت أقدام سلوت كمدرب من العيار الثقيل، بينما أي تعثر قد يفتح الباب لانتقادات أوسع تشكك في قدرته على قيادة مشروع الـ"ريدز" الجديد.