لم يكن دخول فرانكو ماستانتونو، الموهبة الأرجنتينية الصاعدة، إلى أجواء ريال مدريد هادئاً كما توقع الكثيرون، فاللاعب الذي تعاقد معه النادي الملكي من ريفر بليت مقابل 45 مليون يورو، سرعان ما أصبح محور حديث الصحافة والجماهير، ليس بسبب مستواه الفني أو مهاراته داخل الملعب، بل بسبب الهوية التي أظهرها منذ اليوم الأول، والتي ترتبط ارتباطاً مباشراً بغريم ريال مدريد التاريخي، برشلونة.

البداية مع ميسي
خلال المؤتمر الصحافي التقديمي، لم يتردد ماستانتونو في الإعلان عن عشقه الكبير لليونيل ميسي، أسطورة برشلونة وأيقونة الكرة الأرجنتينية، واصفاً إياه بـ"القدوة الأولى" في مسيرته.

وقال اللاعب الشاب: "لدي وشم بتاريخ 18/12/2022 لأننا جميعاً احتفلنا بميسي بعد كأس العالم، هو مثلي الأعلى وأتابعه دائماً، أرتدي الرقم 30 من أجله، وهذا شرف كبير بالنسبة لي".

وشم ماستانتونو. (وكالات)

هذه التصريحات أثارت دهشة الوسط الرياضي في إسبانيا، إذ من غير المعتاد أن يعلن لاعب جديد في ريال مدريد ولاءه العاطفي لأيقونة برشلونة الأبرز.

الصورة التي أشعلت النقاش
الأمر لم يتوقف عند المؤتمر الصحافي، فقد انتشرت عبر مواقع التواصل صورة قديمة تعود إلى ما يقارب عشر سنوات، يظهر فيها ماستانتونو وهو طفل يرتدي قميص برشلونة، وبحسب المقربين منه، فإن ارتداءه ذلك القميص كان طبيعياً في تلك المرحلة، نظراً لكون ميسي النجم الأول حينها، ولكونه المثل الأعلى لكل طفل أرجنتيني عاشق لكرة القدم.

ماستانتونو بقميص برشلونة. (وكالات)

لكن الصورة، مع تصريحات اللاعب، جعلت جماهير مدريد تطرح تساؤلات حول مدى انتمائه الحقيقي لقميص الـ"ميرينغي".

هوية "كاتالونية" في قلب مدريد؟
يرى بعض المحللين أنّ ماستانتونو يحمل هوية كروية "كاتالونية" يصعب إنكارها، فهو تربى على مشاهدة ميسي وهو يقود برشلونة لإنجازاته الكبرى، وجاء اختياره للرقم 30، الذي ارتبط بميسي في بداياته مع الـ"بلاوغرانا" ليعزز هذا الانطباع، ومع ذلك، فإنّ المحيطين باللاعب يؤكدون أنّ انتماءه الحالي بات لريال مدريد، وأنّ عشقه لميسي لا يتعارض مع التزامه الكامل بالدفاع عن ألوان النادي الملكي.

بين العاطفة والمنافسة
من الناحية المهنية، يدرك ماستانتونو أنّ الانتماء لميسي لا يعني التهاون أمام برشلونة، فاللاعب أكد أنه يتطلع للمشاركة في الكلاسيكو، ويعلم أنّ هذه المباريات تمثل "معركة شرف" في مدريد، وتبقى الجماهير في حالة ترقب لمعرفة كيف سيتعامل هذا الموهوب مع الضغوط الهائلة عندما يجد نفسه وجهاً لوجه أمام الفريق الذي ارتبطت صور طفولته به.

لا شك بأنّ ريال مدريد راهن على مستقبل واعد حين قرّر الاستثمار في اللاعب الأرجنتيني الشاب، لكن ماستانتونو نفسه أضاف بُعداً جديداً لقضيته، فبدلاً من أن يقتصر الحديث على موهبته، بات اسمه مرتبطاً بالجدل حول الهوية والانتماء.