في عالم كرة القدم، عدم دخول اللاعب ضمن التشكيلة الأساسية لا يعني بالضرورة أنه غير مؤثر أو غير قادر على تغيير مجريات المباريات. هذا ما يعكسه الإسباني فيران توريس، الذي برز كأحد النجوم الصاعدين تحت قيادة المدرب الألماني هانسي فليك.

أثبت فليك مراراً أنه مدرب من طراز خاص، ليس فقط من خلال الأداء المميز الذي يقدمه برشلونة هذا الموسم، بل أيضاً عبر اكتشافه لمواهب ظلت لفترة طويلة بعيدة من الأضواء.

فيران توريس، الذي كان في السابق لاعباً "مهمشاً"، تحوّل إلى عنصر أساسي يمكن الاعتماد عليه في اللحظات الحاسمة، مما يجعله أحد الأوراق الرابحة في تشكيلة فليك.

فيران توريس بمواجهة أتلتيكو مدريد (أ ف ب)

شهد توريس تطوّراً لافتاً، حيث انتقل بسرعة من لاعب "هامشي" إلى مهاجم فعّال يترك بصمته الواضحة في اللحظات الكبيرة. مع فليك، نجح اللاعب في أن يتحوّل إلى قوة هجومية يصعب التصدي لها.

هذا الموسم، حقق توريس قفزة نوعية مقارنة بالموسم الماضي الذي لمع خلاله مع تشافي بمساهمته في 13 هدفاً خلال 16 مباراة. أما الآن، فقد تفوّق على أرقامه السابقة بتسجيل 16 هدفاً و4 تمريرات حاسمة في 37 مباراة، ليصل إجمالي مساهماته التهديفية إلى 20.

في كأس ملك إسبانيا، سجل توريس حضوراً بارزاً بإحرازه 5 أهداف في 4 مباريات، مما يبرز دوره كلاعب حاسم ضمن المنظومة التكتيكية لفليك. كما أظهر تفوّقه خلال المباريات الأخيرة مع برشلونة، بمساهمته في تسجيل خمسة أهداف خلال أربع مواجهات فقط.

ما يميز توريس هو تألقه في المباريات الحاسمة، إذ كان عاملاً أساسياً في انتصارات فريقه على خصوم كبار مثل بوروسيا دورتموند في الدور الأول لدوري أبطال أوروبا، حيث سجل هدفين، إلى جانب دوره في الـ"ريمونتادا" المذهلة أمام بنفيكا، والتي انتهت بفوز مثير لبرشلونة 5-4 بعدما صنع هدفاً حاسماً لزميله رافينيا.

وواصل توريس تألقه بتسجيل هدف مهم أمام أتلتيكو مدريد، مؤكداً أنه أصبح عنصراً محورياً تحت قيادة فليك. منح المدرب الألماني اللاعب مساحة للتطوّر تكتيكياً ليصبح قادراً على اقتناص الفرص وتغيير إيقاع المباريات لصالح فريقه.

يجسّد توريس بشكل واضح فلسفة اللعب المباشر التي يعتمدها المدرب الألماني، حيث يستغل سرعته وتحركاته الذكية، وبات بالفعل ورقة رابحة ومفتاح نجاح للمشروع الكاتالوني تحت إدارة فليك.