مارادونا والعرب... قصّة حب مئة في المئة

رياضة 04-04-2025 | 06:40

مارادونا والعرب... قصّة حب مئة في المئة

رغم كونه أحد أعظم اللاعبين في تاريخ كرة القدم، لم تحظَ مسيرته التدريبية بنفس الشهرة التي اكتسبها لاعباً، لكن الأكيد أنه حظي بحب كل العرب
مارادونا والعرب... قصّة حب مئة في المئة
مارادونا لم ينجح كمدرب. (إكس)
Smaller Bigger

القاهرة - أحمد علي


يظل الأسطورة الأرجنتينية الراحل دييغو أرماندو مارادونا واحداً من أبرز لاعبي كرة القدم في التاريخ، بفضل إمكانياته الفنية والبدنية الاستثنائية التي أظهرها سواء مع الأندية التي لعب لها أو مع منتخب بلاده الأرجنتين. كانت مسيرته الكروية حافلة بالأحداث العظيمة والأسرار، وتركت بصمة لا تُمحى قبل وفاته المفاجئة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2020 نتيجة أزمة قلبية.

ورغم كونه أحد أعظم اللاعبين في تاريخ كرة القدم، لم تحظَ مسيرته التدريبية بنفس الشهرة التي اكتسبها لاعباً؛ فقد عُرف مارادونا كمدير فني عادي، رغم توليه تدريب منتخب الأرجنتين في فترة من الفترات.

لم يكن مشواره التدريبي على نفس مستوى النجاح الذي حققه لاعباً، بل كان يفتقر إلى الكثير من الاستقرار، سواء في قيادته لمنتخب الأرجنتين أو مع الأندية التي درّبها في مختلف قارات العالم، بما في ذلك الإمارات. وكانت الإمارات محطة مهمة في مسيرته التدريبية من خلال توليه تدريب فريقي الوصل والفجيرة. ولم يقتصر ارتباط مارادونا بالمنطقة العربية على التدريب في الإمارات فحسب، بل سبق له أن خاض مباراة مع نادي الأهلي السعودي عندما كان لاعباً في نابولي الإيطالي.

بداية علاقة مارادونا بالعرب
كان الظهور الأول للأسطورة الأرجنتينية في المنطقة العربية في تشرين الثاني/ نوفمبر 1987، بعد عام واحد من تتويجه بكأس العالم 1986 مع منتخب بلاده في المكسيك. في تلك الفترة، لعب مباراة ودية مع فريق أهلي جدة ضد بروندبي الدنماركي بمناسبة اليوبيل الذهبي لتأسيس النادي السعودي. وشارك مارادونا بقميص الأهلي في تلك المباراة، وسجل هدفين في الفوز الكبير بنتيجة 5-2، بينما أحرز أمين دابو ثنائية أخرى وبندر سرور هدفاً.

كان نادي نابولي الإيطالي غير سعيد بمشاركة نجمه الأرجنتيني في المباراة التي أُقيمت في المملكة العربية السعودية، وكان قلقاً من تعرّضه لإصابة محتملة، إلا أنّ مارادونا أصر على المشاركة في المباراة مقابل مبلغ قدره 100 ألف دولار، وهو عرض مغرٍ للغاية.

ورغم أنّ مارادونا لم يُسجل سوى هدف واحد ضد منتخب عربي، لن تنسى جماهير المغرب اختراق النجم الأرجنتيني دفاعهم في مباراة ودية عام 1994 بين الأرجنتين وأسود الأطلسي. كانت تلك المباراة آخر أهداف مارادونا مع منتخب بلاده قبل أن ينهي مسيرته الدولية بسبب فشله في اختبار المنشطات خلال كأس العالم 1994 في الولايات المتحدة، ليغيب عن المشاركة الدولية بعد ذلك.

بداية مشواره التدريبي
بدأ مارادونا مسيرته التدريبية في عام 1994 مع فريق ديبورتيفو ماندييو الأرجنتيني، الذي كان يلعب في دوري الدرجة الثالثة. لكنّ مارادونا لم يمكث طويلاً مع الفريق، حيث انتقل بعد خمسة أشهر لتولي تدريب فريق راسينغ كلوب.

مشواره التدريبي في الإمارات
وصل مارادونا إلى الإمارات في أيار/ مايو 2011 لتولي تدريب نادي الوصل، وذلك بعد عام واحد من انتهاء مهمته مع منتخب الأرجنتين، حيث قاد الفريق الوطني الأرجنتيني في الفترة بين 2008 و2010 قبل أن يُقال بعد الخسارة الثقيلة أمام ألمانيا في ربع نهائي كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا.

وقّع مارادونا عقداً لمدة عامين مع الوصل، لكنه لم يكمل سوى عام واحد قبل أن يُقال من منصبه. أدى هذا التغيير إلى رحيل مروان بن بيات، رئيس مجلس إدارة النادي الذي كان يدعم مارادونا. وعلى الرغم من أنّ مارادونا لم يتمكن من إحراز أي لقب مع الوصل في البطولات المحلية التي شارك فيها، فشل أيضاً في الفوز بكأس أندية الخليج بعد خسارته في النهائي أمام المحرق البحريني.

وقد تلقى مارادونا خبر إنهاء التعاقد معه أثناء قضائه إجازته السنوية في الأرجنتين، وكان من المقرّر أن يعود إلى الإمارات لمواصلة مهمته. وفي آخر تصريح له قبل مغادرة دبي، قال: "متمسك بالبقاء مع الوصل حتى صيف العام المقبل".

 

مارادونا عندما عُيّن مدرباً للفجيرة (إكس)
مارادونا عندما عُيّن مدرباً للفجيرة (إكس)

 

تجربة الفجيرة
عاد مارادونا إلى الإمارات للعمل مجدداً، لكن هذه المرّة مع نادي الفجيرة في أيار/ مايو 2017، الذي كان وقتها يلعب في دوري الدرجة الثانية. استمر مارادونا مع الفريق لمدة موسم واحد فقط، حيث فشل في قيادة الفجيرة إلى الصعود لدوري الدرجة الأولى. وبالتالي، واصل مارادونا تجربته الفاشلة في الملاعب الإماراتية بعد تجربته السابقة مع الوصل.

تجسّد تجربة مارادونا في الإمارات الأمل المفقود، حيث كان الجميع ينتظر منه أن يُحقق النجاح في هذه المنطقة التي كانت تحظى بشغف كبير بكرة القدم، لكنّ النتائج كانت دون المأمول.

والأهم من كل شيء، أن مارادونا نال حب العرب، كل العرب، لأنه أكثر من مجرد لاعب كرة قدم.

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 12/11/2025 6:15:00 AM
قذائف المزّة والعمليتان اللتان لم يفصل بينهما شهر تحمل رسائل تحذيرية إلى الشرع وحكومته، والرسالة الأبرز مفادها أن القصر الرئاسي تحت مرمى الصواريخ.
المشرق-العربي 12/11/2025 2:25:00 AM
إنّها المرة الأولى التي تتهم المنظمة "حماس" وفصائل أخرى بارتكاب جرائم ضد الانسانية.
المشرق-العربي 12/11/2025 2:10:00 PM
شدد على ضرورة منح المحافظة حكماً ذاتياً داخلياً أو نوعاً من الإدارة الذاتية ضمن سوريا كوسيلة لحماية الأقليات وحقوقها.
اقتصاد وأعمال 12/11/2025 10:44:00 AM
تكمن أهمية هذا المشروع في أنه يحاول الموازنة بين 3 عوامل متناقضة: حاجات المودعين لاستعادة ودائعهم بالدولار الحقيقي، قدرة الدولة والمصارف على التمويل، وضبط الفجوة المالية الهائلة التي تستنزف الاقتصاد